الشبكات العصبية
الشبكات العصبية
تمتلك الخوارزميات مهارات مؤثرة في علم الأمراض كالبحث داخل الأنماط الطبية وفحص عينات الدماء والأنسجة وتصنيف الأعراض، خصوصًا في الحالات المعقدة التي تتأرجح بين الورم الحميد والخبيث ويصعب تحديد هل ستشفى بالعلاج الكيماوي فقط أم تتطلب التدخل الجراحي.
ويطلق على هذه الخوارزميات اسم “الشبكات العصبية”، وهي قادرة على تخمين محتويات الصور من خلال تغذيتها بمئات الآلاف من الصور والبيانات التي توضح محتويات الصور، ثم تخزن الخوارزميات تلك المعلومات مرة تلو المرة حتى تصبح قادرة على التعرف على أي صورة جديدة بكفاءة عالية.
ويُتَطَلَّب أن يكون الخوارزم المسؤول عن فحص الخلايا السرطانية حساسًا لالتقاط أي شذوذ في العينة دون تجاهل أية نقطة يؤدي إلى عدم ملاحظة الأورام الصغيرة، وأن يكون دقيقًا جدًّا حتى لا يرى أي نسيج عضوي طبيعي مريبًا فيخضع أشخاصًا أصحاء للعلاج غير الضروري، لكن قد تفقد الخوارزميات دقتها بسبب حساسيتها الشديدة فتصنِّف خلايا طبيعية ضمن الخلايا المصابة، وبرغم دقة العنصر البشري فإنه يفتقر إلى هذه الحساسية ويعجز أحيانًا عن ملاحظة الأورام الصغيرة، ومن ثم إذا دمجنا قدراتهما بأن يفحص الخوارزم الشرائح ويحدد العينات الشاذة ثم يتولى عالِم الأمراض استخلاص العينات المُصابة سيكون التشخيص صحيحًا بنسبة ٩٩,٥ %.
وقد بدأ العمل على خوارزم يجيد اكتشاف الخلايا الشاذة ويتوقع تطورها إلى ورم سرطاني عن طريق إيجاد شذوذات أخرى في الأنسجة المجاورة لها، ومن ثم نعالج مشكلة المبالغة في تشخيص بعض الناس بالسرطان وإخضاعهم للعلاج لمجرد وجود خلايا شاذة لا نستطيع التأكد من قدرة الجهاز المناعي على محاربتها أم إنها ستتطور لتصبح ورمًا خبيثًا.
الفكرة من كتاب أهلًا بالعالم: أن تكون إنسانًا في عصر الخوارزميات
أهلًا بالعالم || Hello World هو التعبير الأشهر بين المبرمجين ودارسي العلوم الحاسوبية، ابتكره “برَاين كِيرْنِيجان” في سبعينيات القرن العشرين وصار نقطة مهمة في تاريخ الكمبيوتر، وفي عصرنا الحالي الذي أصبحت فيه الخوارزميات تتحكم في مستقبلنا ومصايرنا تظل هذه الجملة تذكرة للإنسان باللحظة التي قرر فيها أن يضع نفسه تحت سلطة الخوارزميات، حتى صارت أساس مجتمعنا الإنساني وجزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأصبحت قادرة على التوغل في عقولنا والتحكم في قراراتنا.
إن هذا الكتاب تنبيه للإنسان بضرورة العودة إلى الثقة بنفسه والنظر داخل أعماقه ليرسم مستقبله بنفسه، إنه يقيِّم العلاقة بين الخوارزميات والإنسان ويجيب عن تساؤلاتنا حول مَن يستحق الثقة.. نحن أم الآلة، كذلك يشرح كيف توغل التقدم التكنولوجي الهائل في جميع مجالات حياتنا وكيف تلاعب بعقولنا واخترق خصوصياتنا.
مؤلف كتاب أهلًا بالعالم: أن تكون إنسانًا في عصر الخوارزميات
هانا فراي: عالمة رياضيات وأستاذة مساعدة في كلية لندن الجامعية، تدرس أنماط السلوك البشري باستخدام النماذج الرياضية، لها إسهامات في منصة TED ووثائقيات تليفزيونية على BBC وPBS، وتقدم بودكاست علميًّا بالاشتراك مع BBC باسم “The Curious Cases of Rutherford & Fry”، من مؤلفاتها:
The Mathematics of Love
Rutherford & Fry’s Complete Guide to Absolutely Everything (Abridged)
The Indisputable Existence of Santa Claus: The Mathematics of Christmas
معلومات عن المترجم:
محمد أحمد جمال: روائي ومترجم، صدرت له رواية “طيران” ورواية “كتاب خيبة الأمل” الحائزة على جائزة أخبار الأدب الأولى عام ٢٠١٧، ترجم عدة مؤلفات منها: “البطل بألف وجه” و”إفطار الأبطال”.