الوجه الآخر للمعونات الغذائية
الوجه الآخر للمعونات الغذائية
ليس كل ما يلمع ذهبًا! من هنا يشير الكاتبان إلى أن هناك أهدافًا غامضة تتعلَّق بدور المعونات الغذائية، فمن ناحية كانت الطريق الأمثل لتصريف الفوائض الإنتاجية في الدول المتقدمة التي تشهد تخمة من المعروض الغذائي، وبخاصة تلك المنتجات التي يصعب تخزينها للاستفادة منها مستقبلًا، ومن ناحية أخرى أدت المعونة دورًا خفيًّا تمثَّل في تغيير العادات الاستهلاكية للبلدان المستهدفة من أجل إحلال منتجات محل أخري مستقبلًا، مما يسهم في انتزاع أسواق جديدة لمنتجات بعينها، فالبلدان التي كانت مثلًا تعتمد على الأرز المحلي في نظامها الغذائي تم دفعها ناحية استبداله بالقمح الأمريكي عبر معونات غذائية كبيرة من محصول القمح، مما جعل سعره أرخص من الأرز.
كما مثلت المساعدات الغذائية الطريق الأمثل نحو غزو أسواق جديدة عبر ربط تلك المساعدات بشروط من ضمنها الموافقة على صفقات تجارية ومشاريع معينة، وفتح باب الاستثمار الأجنبي لشركات الدول المانحة للسيطرة على مفاصل الاقتصاد المحلي ودعم برامج الخصخصة، ولم يكن من الصدفة أن تتركز المعونات في المنتجات التي يتميز فيها الإنتاج المحلي للدول المتلقية للمساعدات بميزة تنافسية، مما سبَّب إغراقًا اقتصاديًّا وعدم قدرة المنتجين المحليين على المنافسة.
ناهيك عن الاستخدام السياسي والعسكري للمعونات، حيث شكَّلت سلاحًا قويًّا لاستئناس الشعوب والحكومات كما قيل قديمًا “سِمَن كلبك يتبعك”، فمن يملك قوتك يملك قرارك، فكثيرًا ما شكَّلت تلك المساعدات عصًا غليظة للضغط على الحكومات والدول لانتزاع مواقف سياسية ومصالح اقتصادية معينة، و للمفارقة شكَّلت تلك المساعدات القناع الذهبي الذي يخفي الوجه القبيح للحكومات المانحة عن شعوبها المغرَّر بهم، فبواسطتها تظهر أمامهم في صورة الحمل الوديع.
الفكرة من كتاب صناعة الجوع.. خرافة الندرة
“في الوقت الذي تنتج فيه الأرض ما يكفي لإطعام ساكنيها وأكثر، يعيش عليها نصف مليار جائع!”.
يناقش هذا الكتاب أزمة الغذاء العالمية، فيبيِّن بالأمثلة العملية والتاريخية أن الجوع هو صناعة، مثله مثل أي صناعة أخرى، هناك من يستفيد ويكسب ربحه منها، فتصدير الجوع والحروب والأمراض إلى دول بعينها يفتح بابًا من أبواب الربح والتجارة في هذه البلدان لبعض المستفيدين.
مؤلف كتاب صناعة الجوع.. خرافة الندرة
فرانسيس مورلابيه: مؤلفة بريطانية، اشتغلت بالبحث والكتابة في قضية الغذاء على مستوى العالم منذ عام ١٩٦٩، وقد تُُرجم كتابها الرائج “غذاء لكوكب صغير” إلى لغات عدة، ونشرت أيضًا مقالات كثيرة في مجلات أكاديمية وغير أكاديمية.
جوزيف كولينز: مؤلف وكاتب بريطاني، قام بدراسة خاصة عن الشركات المتعددة الجنسيات وسياسات حكومات العالم الأول في مناطق العالم الثالث، وقد تعاون مع آخرين في تأليف كتاب بعنوان “المدى العالمي.. قوة الشركة متعددة الجنسيات”.