الشخصية المثيرة للغضب
الشخصية المثيرة للغضب
يتميز الشخص المثير للغضب بأنه عنيد غير لائق في تصرفاته، لديه لسان حاد ينتقد الآخرين، يظهر تعاليًا في التعامل مع الناس، ولا يحب الوصول إلى تسوية في النزاعات، يسيطر على المناقشات بطريقة غير وديّة، ويتعامل معك بصفتك منافسًا. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يتصرف هؤلاء الأشخاص بغضب؟
من الصعب تحديد وفهم الدوافع التي تدفع الشخص إلى التصرف بهذا السلوك، ومع ذلك يمكن أن تكون للشخص رغبة في الحصول على حب الآخرين من حوله، والسعي إلى الحصول على مزيد من التأييد والإعجاب عند إنجازه مهمة ما.
من الواضح أن زملاء العمل يعدون هذا الشخص “صعبًا”، وهذا يؤدي إلى ضعف العلاقات الشخصية في العمل وانخفاض مستويات الأخلاق واحترام الذات، وربما يكون المرؤوسون هم الأكثر عرضة للشعور بالضغط نتيجة التعامل مع مدير صعب عدواني، فمن غير المرجح أن يعبر عن الرضا تجاه جهودهم، بغض النظر عما يقومون به، وفي مثل هذه الأجواء تنخفض المعنويات، ويشعر الموظفون باليأس.
وبالإضافة إلى ما سبق، من المرجح أن تتدهور جودة صنع القرار، لأن الأفراد يفشلون في التعبير عن آرائهم أمام الشخص المثير للغضب، نتيجة مخاوفهم من أن يبدوا محطًّا لسخريته، أو أن يتعامل معهم بطريقة متعالية نقدية. ومن ثم سيشعر الموظفون بأنهم تحت السيطرة محرومون من الفرصة للمساهمة في القرارات التي تؤثر فيهم، وفي مثل هذا البيئة تقل مستويات الإبداع.
الفكرة من كتاب فن التعاطي مع الشخصيات الصعبة
تلعب جودة العلاقات الإنسانية دورًا حيويًّا في تحديد صحتنا ورفاهيتنا، ويمكن أن يتيح مكان العمل فرصًا لتطوير شبكات الدعم الاجتماعي التي تحمينا من الضغوطات الناجمة عن الحياة الحديثة.
ويُقال إن زملاء العمل يُمَثِّلُونَ عائلة بديلة لنا، وقليلون هم الأفراد القادرون على العملِ والازدهارِ بنجاحٍ في العزلة الاجتماعية، ورغم ذلك، فإن هناك بعض الأشخاص في مكان العمل قد نفضل أنْ نَعيش من دونِهم، لأننا نجدُ صعوبةً شديدةً في العيش والعمل معهم.
إن فن التعامل مع الناس يعد مهارة تتقنها القلة، وذلك بسبب اختلاف نفسيات البشر، لذا يقدم هذا الكتاب نموذجًا للتعامل مع فئة محددة من الأشخاص، وهم الأشخاص ذوو الشخصيات الصعبة أو العسيرة.
مؤلف كتاب فن التعاطي مع الشخصيات الصعبة
كاري إل.كوبر: مؤلف ومحرر لعدد كبير من الكُتب، وُلد في الولايات المتحدة، وهو أستاذ متميز في علم النفس التنظيمي والصحة في كلية الإدارة جامعة لانكستر، وهو الرئيس المؤسس لأكاديمية إدارة بريطانيا، وأحد الأعضاء القلائل في المملكة المتحدة في أكاديمية إدارة (أمريكا)، ورئيس سابق للجمعية البريطانية للإرشاد والعلاج النفسي، ورئيس لمنظمة “RELATE”، ورئيس أكاديمية العلوم الاجتماعية، وفي عام 2014 حصل على لقب فارس لمساهمته في العلوم الاجتماعية.
فاليري ساذرلاند: شاركت مع كاري كوبر في تأليف عدد من الكتب، أبرزها:
Organizational Stress Management: A Strategic Approach