من هم الأشخاص العسيرون؟ وماذا يحركهم؟
من هم الأشخاص العسيرون؟ وماذا يحركهم؟
قد لا يكون الأشخاص العسيرون محصورين في الآخرين فقط، بل يمكن أن نكون أنفسنا أشخاصًا عسيرين بصفتنا أفرادًا نمتلك سمات شخصية متميزة وسلوكيات مختلفة يمكن أن تكون مصدرًا للتحفيز والمرح والسعادة لبعض الأشخاص، ولكنها تسبب الاستياء والغضب والإزعاج للآخرين، ومن ثم تكون لدينا جميعًا القدرة على أن نكون “عسيرين” تجاه الأشخاص المحيطين بنا في مكان العمل.
لذا فالوعي بأسلوب سلوكنا الخاص وفهم الدوافع التي تكمن وراء السلوك الصعب هما أول خطوتين لتحسين العلاقات الشخصية في مكان العمل.
وبما أننا جميعًا يمكن أن نتحول إلى أشخاص عسيرين، فهناك ثلاثة أنواع رئيسة ومشهورة جدًّا في أماكن العمل من فئة الشخصيات الصعبة سوف نركز عليها في هذا الكتاب، وهم: الشخصية المثيرة للغضب، والشخصية الميالة إلى الإجهاد من الفئة “أ”، والشخصية العدائية.
ولكن قبل الشروع في دراسة كل نوع بالتفصيل، يهمنا أن ندرك بعض المبادئ الأساسية التي تفسر الأسباب والدوافع وراء سلوك الشخصيات الصعبة، لأهميتها في توجيه سلوكياتنا نحو التأقلم بشكل أكثر إيجابية مع تلك الشخصيات.
وأهم تلك المبادئ ما ينص على أن “السلوك محدد بنتائجه”، وهذا يعني أن الأشخاص يتعلمون السلوك الذي يجلب إليهم مكافآت، ويتجنبون السلوك الذي يؤدي إلى العقاب أو عدم الحصول على مكافأة.
وهذا يقودنا إلى الحقائق التالية: أولًا: الأشخاص يحافظون على السلوك الذي يجلب نتائج إيجابية بشكل مستمر. ثانيًا: لوقف السلوك غير المرغوب فيه، يجب أن يدرك الشخص الذي يتبنى هذا السلوك أنه لا يحقق فوائد منه.
الفكرة من كتاب فن التعاطي مع الشخصيات الصعبة
تلعب جودة العلاقات الإنسانية دورًا حيويًّا في تحديد صحتنا ورفاهيتنا، ويمكن أن يتيح مكان العمل فرصًا لتطوير شبكات الدعم الاجتماعي التي تحمينا من الضغوطات الناجمة عن الحياة الحديثة.
ويُقال إن زملاء العمل يُمَثِّلُونَ عائلة بديلة لنا، وقليلون هم الأفراد القادرون على العملِ والازدهارِ بنجاحٍ في العزلة الاجتماعية، ورغم ذلك، فإن هناك بعض الأشخاص في مكان العمل قد نفضل أنْ نَعيش من دونِهم، لأننا نجدُ صعوبةً شديدةً في العيش والعمل معهم.
إن فن التعامل مع الناس يعد مهارة تتقنها القلة، وذلك بسبب اختلاف نفسيات البشر، لذا يقدم هذا الكتاب نموذجًا للتعامل مع فئة محددة من الأشخاص، وهم الأشخاص ذوو الشخصيات الصعبة أو العسيرة.
مؤلف كتاب فن التعاطي مع الشخصيات الصعبة
كاري إل.كوبر: مؤلف ومحرر لعدد كبير من الكُتب، وُلد في الولايات المتحدة، وهو أستاذ متميز في علم النفس التنظيمي والصحة في كلية الإدارة جامعة لانكستر، وهو الرئيس المؤسس لأكاديمية إدارة بريطانيا، وأحد الأعضاء القلائل في المملكة المتحدة في أكاديمية إدارة (أمريكا)، ورئيس سابق للجمعية البريطانية للإرشاد والعلاج النفسي، ورئيس لمنظمة “RELATE”، ورئيس أكاديمية العلوم الاجتماعية، وفي عام 2014 حصل على لقب فارس لمساهمته في العلوم الاجتماعية.
فاليري ساذرلاند: شاركت مع كاري كوبر في تأليف عدد من الكتب، أبرزها:
Organizational Stress Management: A Strategic Approach