الاحتفال والتكريم لحافظ القرآن
الاحتفال والتكريم لحافظ القرآن
يقول النبي ﷺ: “إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللهِ إِكْرَامَ ذِي الشِّيبَةِ المُسْلِمِ، وُحَامِلِ القُرْآنِ، غَيْرِ الغَالِي فِيهِ وَالجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ المُقْسِطِ”، فقد وضع الله حامل القرآن في مكانة الإكرام والاحترام، وكيف لا وهو حامل لكلامه غير مشدد فيه ولا محرّف لألفاظه أو أحكامه، وغير بعيدٍ عن العمل به وبأوامره؟!
ويكون تكريم الطفل الحافظ القرآن بتقديمه للإمامة إن كان مؤهلًا لها، وبمكافأته على اجتهاده بين الحين والآخر بهدية بسيطةٍ تدخل السرور على قلبه، كما يؤخذ برأيه ويقدّم في اللعب وخلافه، مع الحيطة بمراعاة الغَيْرة بين الإخوة، والسير معهم على النهج نفسه.
والفرح والاحتفال بالطفل الحافظ القرآن من الأمور التي عهدها الناس منذ القدم، فقد ورد أن أبا حنيفة -رحمه الله- من فرحته بحفظ ابنه سورة الفاتحة فقط، قدم إلى مُحفّظِه مكافأة مقدارها خمسمئة درهم، وكان الدرهم الواحد في هذا الوقت يشتري كبشًا، فاستكثر المعلم المكافأة وأراد أن يردها إلى الإمام، فما كان من الإمام إلا أن رد عليه قائلًا: “لا تستحقر ما علمت ولدي، والله لو كان معنا أكثر من ذلك لدفعناه إليك تعظيمًا للقرآن”.
ولا يفُت الآباء أيضًا أن يكرموا أطفالهم ويكافئوهم على مجرد اجتهادهم وتعتعتهم مهما كانت محصلة حفظهم، وليتذكروا حديث النبي ﷺ: “المَاهِرُ بِالقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيهِ شَاقٌّ فَلَهُ أَجْرَانِ”، فالمكافأة على الاجتهاد تحفز الطفل على المتابعة، حتى يُتم الله عليه حفظه إن شاء الله.
مؤلف كتاب 20 طريقة تجعل ابنك يحب حفظ القرآن
لا شيء أحبّ إلى قلب الأب أو الأم من أن يريا طفلهما حافظًا لكتاب الله مرتلًا آياته عاملًا بأحكامه، سواء كان هؤلاء الآباء من المثقفين أم من عامة الناس حتى الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، كيف لا وقد أخبر النبي ﷺ في حديثٍ له قائلًا: “مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ وَتَعَلَّمَهُ وَعَمِلَ بِهِ، أُلْبِسَ وَالِدَاهُ يَوْمَ القِيَامَةِ تَاجًا مِنْ نُوْرٍ، ضَوْؤُهُ مِثْلُ ضَوْءِ الشَّمْسِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلتَيْنِ لَا تَقُوْمُ لَهُمَا الدُّنْيَا، فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا القُرْآنَ”، وفي رواية أخرى: “بِتَعْلِيمِ وَلَدِكُمَا القُرْآنَ”.
يدور كتابنا هذا ببساطة حول عرض طرائق وأفكارٍ للآباء والمُربين، لتيسر عليهم رحلة حفظ أطفالهم للقرآن، لعل أحدهم يأخذ بإحدى هذه الطرائق وينتفع بها ولده.
مؤلف كتاب 20 طريقة تجعل ابنك يحب حفظ القرآن
عبد الله محمد عبد المُعطي: مستشار وخبير تربوي، له عديد من الكتب المنهجية التربوية المفيدة، التي تختص بالتحدّث عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة، وكيفية تربية الأطفال على أسس إيمانية صحيحة.
ومن مؤلفاته:
علم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله.
من اليوم لن تنام حزينًا يا بني.
علّم ابنك كيف يكره أخاه.