العناية بوقت الحفظ وكيفيته
العناية بوقت الحفظ وكيفيته
لا شيء أقدر من التأثير في الطفل لحثه على حفظ القرآن كالعاطفة الصادقة، وقد يكون أقصى ما يحتاج إليه الطفل كي يحفظ، ألا يرهبه الأب أو يزجره الشيخ أو يضربه، فتحكي إحدى الأمهات أنه كان لأبيها أكبر أثر في حبها للقرآن وحفظها له، فقد كان والدها منذ صغرها يحرص على أن يضمها إليه ويبدأ بتحفيظها قصار السور والآيات، ويحكي لها من قصص الأنبياء والقرآن ما يجعلها تنتظر ذلك الوقت الذي تجتمع فيه بأبيها وبصحبة القرآن، وإن كَوْنَ الأب هو نفسه المعلم لشيءٌ يُفرح الطفل ويشجعه، سواء اقتصر الأب وحده على تحفيظ ابنه أو كان شريكًا للشيخ في ذلك، وقد قام بهذا الفعل سيدنا علي -رضي الله عنه- رغم انشغاله بالخلافة، إذ لم تمنعه من الحرص على متابعة حفظ ولديه -الحسن والحسين- القرآن.
وليحرص الآباء أيضًا قدر استطاعتهم على أن يكون وقت الحفظ ممتعًا بالنسبة إلى الطفل كيلا يتكاسل عنه، فقد اشترى أحد الآباء دارجتين، واحدة له وأخرى لابنه، واتفق معه أن يخرجا للتجول بهما في أحد الحقول لمدة ساعةٍ يوميًّا، وقد بدأ معه حفظ القرآن في تلك الساعة، حتى أتم الله عليه حفظ القرآن كاملًا خلال عامين من المداومة.
وقد يُعتقد بأن الطفل قد فشل إن أقلع أو تمنّع عن الذهاب إلى حلقة التحفيظ، ولا يُلتفت إلى السبب وراء تمنّعه الذي يمكن أن يكون في أسلوب الشيخ القاسي أو الجو الممل للحلقة أو طريقة الحفظ التي قد تناسب طفلًا دون آخر، فعلى الآباء أن يدركوا ذلك قبل أن يهموا بزجر الطفل أو وصمه بالفشل، فالأطفال مبدعون ما إن توافرت لهم السُّبل التي تعينهم على ذلك.
الفكرة من كتاب 20 طريقة تجعل ابنك يحب حفظ القرآن
لا شيء أحبّ إلى قلب الأب أو الأم من أن يريا طفلهما حافظًا لكتاب الله مرتلًا آياته عاملًا بأحكامه، سواء كان هؤلاء الآباء من المثقفين أم من عامة الناس حتى الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، كيف لا وقد أخبر النبي ﷺ في حديثٍ له قائلًا: “مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ وَتَعَلَّمَهُ وَعَمِلَ بِهِ، أُلْبِسَ وَالِدَاهُ يَوْمَ القِيَامَةِ تَاجًا مِنْ نُوْرٍ، ضَوْؤُهُ مِثْلُ ضَوْءِ الشَّمْسِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلتَيْنِ لَا تَقُوْمُ لَهُمَا الدُّنْيَا، فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا القُرْآنَ”، وفي رواية أخرى: “بِتَعْلِيمِ وَلَدِكُمَا القُرْآنَ”.
يدور كتابنا هذا ببساطة حول عرض طرائق وأفكارٍ للآباء والمُربين، لتيسر عليهم رحلة حفظ أطفالهم للقرآن، لعل أحدهم يأخذ بإحدى هذه الطرائق وينتفع بها ولده.
مؤلف كتاب 20 طريقة تجعل ابنك يحب حفظ القرآن
عبد الله محمد عبد المُعطي: مستشار وخبير تربوي، له عديد من الكتب المنهجية التربوية المفيدة، التي تختص بالتحدّث عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة، وكيفية تربية الأطفال على أسس إيمانية صحيحة.
ومن مؤلفاته:
علم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله.
من اليوم لن تنام حزينًا يا بني.
علّم ابنك كيف يكره أخاه.