مصنفاته
مصنفاته
لا عجب أن يترك عالم بحجم ما كان عليه الطبري من العلم العديد من المصنفات، كان يملي الطبري هذه المصنفات في مجالسه ثم يواصل العمل عليها حتى يخرجها في صورتها النهائية للناس.
ويكفينا الحديث عن بعض مصنفاته الرئيسة، التي منها: كتاب ذيل المذيل الذي يتضمن تاريخ الرجال من عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصحابته ومن تبعهم حتى شيوخ الطبري، وكتاب الفضائل في ذكر فضائل الخلفاء الراشدين، وكتاب الفصل بين القراء الذي يذكر فيه كل قراءة ووجهها وتأويلها ودليل من ذهب إليها واختيارات الصواب منها والبرهان على ما اختار، وكتاب اختلاف علماء الأمصار أو اختلاف الفقهاء الذي اعتمد فيه على ثمانية علماء وهم: محمد بن إدريس الشافعي ومالك بن أنس وأبو حنيفة النعمان وسفيان الثوري والأوزاعي ومحمد بن الحسن وأبو يوسف يعقوب .
والإنجاز العلمي الأكبر للطبري هو جامع البيان عن تأويل آي القرآن، الذي يعرف بتفسير الطبري، والذي استغرق منه قرابة العشرين عامًا منذ 270 حتى 290 هجريًّا التي خرج فيها في صورته النهائية، وتضمن الكتاب في بدايته الحديث عن مقدمات حول علوم القرآن وأحكامه، ثم تلاها بتأويل القرآن وتفسيره حرفًا حرفًا بذكر أقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وأقوال أهل الإعراب واختلاف القراءات، نقل هذا التفسير عن ابن عباس من خمسة طرق وسعيد بن جبير من طريقين، ومجاهد وعكرمة والضحاك وابن قتادة وغيرهم من الثقات، ولم يتعرض فيه لتفسير غير موثوق.
وكتاب اللطيف في أحكام شرائع الإسلام، الذي عرض فيه مذهبه الفقهي الذي اختاره في ثلاثة وثمانين كتابًا في ما يقرب من ستة آلاف ورقة، بدأه بالحديث عن بعض القضايا الأصولية التي أصبحت كتبًا مستقلة في ما بعد.
وكتاب صريح السنة، الذي يتضمن عقيدة الطبري وما يدين به، وكتاب التبصير الذي يتضمن رسالته لأهل أمل في طبرستان يوضح لهم فيها اعتقاده عندما طلبوا منه أن يرسل لهم عقيدة سليمة عندما شاعت أفكار أهل البدع والأهواء.
وكتاب تاريخ الرسل والأنبياء والملوك والخلفاء، الذي اشتهر بتاريخ الطبري، والذي تضمن تاريخ الخلق منذ خلق الله للقلم، ثم خلقه لآدم وبعثه للرسل حتى خلافة بني العباس، والذي اعتبر أعظم عمل في مجاله.
الفكرة من كتاب الطبري حياته وآثاره
هذا الكتاب هو مقدمة فرانز روزنثال التي افتتح بها ترجمته الإنجليزية لمصنف تاريخ الطبري، وتعتبر هذه المقدمة سيرة ذاتية للطبري جمعها روزنثال وكان يتمنى لو وضعت هذه السيرة الذاتية في كتاب مستقل، ولكن لم توافق اللجنة الموكلة بترجمة كتاب تاريخ الطبري على فعل ذلك.
يتضمن هذا الكتاب سيرة مفصلة للطبري الذي يعتبر من أكثر علماء الإسلام تصنيفًا وشهرة، والذي رغم ذلك لم توجد له سيرة ذاتية بمثل هذه الدقة في البحث والرواية مثل المقدمة التي أوردها له روزنثال، يتضمن الكتاب الحديث عن كيف كانت نشأة الطبري، وكيف كانت حياته، ورحلته العلمية وأبرز مصنفاته.
مؤلف كتاب الطبري حياته وآثاره
فرانز روزنثال: ولد عام 1914م لعائلة يهودية في برلين، تلقى تعليمه في برلين ثم التحق بجامعتها حيث درس اللغات والحضارات الشرقية، كما تتلمذ على أيدي كبار المستشرقين الألمان، غادر ألمانيا قبيل الحرب العالمية الثانية بسبب خطر داهمه من السلطة إلا أنه فقد كل أثر لعائلته الذين لقوا مصرعهم، استقر في الولايات المتحدة وكان رائدًا من رواد الاستشراق الأمريكي، ومن أهم إسهاماته:
ترجمته لمقدمة ابن خلدون.
ترجمته لتاريخ الطبري.
معلومات عن المترجم:
الدكتور أحمد العدوي: باحث ومؤرخ ومترجم مصري، يعمل أستاذًا مساعدًا للتاريخ الإسلامي في إحدى جامعات تركيا، ترجم العديد من الكتب مثل: كتاب نشأة الإنسانيات عند المسلمين وفي الغرب المسيحي، وكتاب قصة الورق: تاريخ الورق العالم الإسلامي.