نحو أجيال أفضل
نحو أجيال أفضل
يبدأ الأطفال في ملاحظة الاختلافات الشكلية بين الأعراق في سن الستة أشهر، لذا ليس مستغربًا أن ينظر الأطفال وقتًا أطول إلى وجوه الأعراق المختلفة، وليس مستغربًا أن يطرحوا الأسئلة، قد تكون هذه الأسئلة محرجة للآباء في بعض الأحيان، أو قد تظهر لهم نوعًا من العنصرية، ولكنها ليست كذلك، من المهم أن يتحدث الآباء مع أطفالهم عن الأعراق المختلفة وأن يجيبوا عن أسئلتهم، فقد اكتشفت الدراسات أن الأطفال الأقل تحيزًا، والأقل إظهارًا للسلوكيات العنصرية في المستقبل مَن حظوا بمحادثات عن الأعراق المختلفة والعنصرية مع آبائهم، إذ ينظر الأطفال دومًا إلى سلوكيات عائلاتهم في التعامل مع الأعراق المختلفة، ويسعون إلى استنتاج الإجابات منها، لذا يجب الحرص دومًا على إجابة أسئلة الأطفال وعدم صدهم، وخوض النقاشات معهم عن الاختلاف والتقبل والتسامح.
ويمكن للمجتمعات المدرسية أن تلعب دورًا مهمًّا في تنشئة أطفال قادرين على التعامل بإيجابية مع الأعراق المختلفة، وهناك أربع استراتيجيات مهمة لتعزيز بيئة آمنة داخل المدارس تدعم اختلاف الثقافات والتعاملات بين الطلاب على اختلافهم وهي:
الاستراتيجية الأولى: إعداد مناهج تعليمية مناهضة للعنصرية، فلا يجب أن تحتوي المناهج المدرسية على معلومات عن الثقافات المختلفة فقط، بل يجب أن تتضمن المشكلات العنصرية والتدخلات المناهضة لها، إذ أثبتت الإحصاءات أن المناهج التي تعمل على تعريف الطلبة بالعنصرية ورهاب الأجانب والصور النمطية ذات أثر أكبر من تلك التي تعرض الاختلافات الثقافية فقط، في حين أن الاستراتيجية الثانية لمواجهة العنصرية داخل المدارس هي: برامج ترسيخ بناء الشخصية، إذ يمكن توجيه هذه البرامج لمناقشة قيم كالمساواة وإجراء الحوارات مع الطلبة وطرح الأسئلة عن التحيز ومعاني القيم المختلفة وأصلها.
أما الاستراتيجية الثالثة لمواجهة العنصرية فهي تعزيز التواصل عبر العمل الجماعي، فبعد مراجعة ٢٠٣ دراسات فردية وتسعون ألف مبحث، أثبتت الدراسات أن التواصل الفعال عبر المجموعات من خلال الأنشطة الصحيحة أدى إلى تراجع العنصرية بنسبة كبيرة، ويمكن تطبيق هذا من خلال التعلم التعاوني داخل الفصول، وتقسيم الطلبة مجموعات متنوعة. والاستراتيجية الأخيرة هي السعي إلى المساواة المدرسية، وذلك من خلال توفير فرص أكاديمية متساوية للطلبة وإيلائهم الاهتمام.
الفكرة من كتاب هل نولد عنصريين؟ إضاءات جديدة من علم الأعصاب وعلم النفس الإيجابي
يتبادر إلى أذهان معظمنا أن العنصرية والتحيزات انتهت مع الانفتاح الثقافي للمجتمعات والعولمة، التي جعلت التفاعل بين الأعراق المختلفة ليس بالأمر المستغرب، ومع ذلك فالحقيقة أن العنصرية والتحيزات لم تنتهِ، ولا يزال هناك عديد من الصور النمطية السيئة التي تلاحق الأقليات أو الأعراق المختلفة، ويوجد أيضًا التمييز العنصري المبني على الجنس داخل أماكن العمل، وعدم توافر الفرص الأكاديمية نفسها أو العناية الصحية لأعراق دون الأخرى.
فهل من الممكن التغلب على التحيزات العنصرية غير المعلنة؟ وهل يمكن للصور النمطية السيئة أن تختفي؟ وكيف يمكننا تعزيز المساواة داخل المدارس وتربية الأطفال بشكل أفضل؟ وهل يمكن للعنصرية أن تختفي تمامًا أم إننا عنصريون بالفطرة؟
يجيب الكتاب عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير من خلال مجموعة من دراسات علم الأعصاب عن السلوك البشري، ونصائح من علم النفس الإيجابي.
مؤلف كتاب هل نولد عنصريين؟ إضاءات جديدة من علم الأعصاب وعلم النفس الإيجابي
سوزان تافتس فيسك: عالمة نفس أمريكية الجنسية، تعمل أستاذ في قسم علم النفس بجامعة برينستون، ولها إسهامات عدة في مجال علم النفس، منها: تطوير نظرية التحيز الجنسي المتناقضة، ولها عدة مؤلفات، منها:
Social Cognition, from Brains to Culture
ديفيد آموديو: عالم أمريكي الجنسية في مجال علم الأعصاب الاجتماعي، ويُذكر له دوره البارز في تطوير المجال.
رودولفو مندوزا-دينتون: أستاذ في علم النفس بجامعة كاليفورنيا، كما يساعد في إدارة مختبر بيركلي للأبحاث النفسية المتعلقة بالعلاقات والإدراك الاجتماعي.
آنيتا فومان: عالمة في مجال الاتصال التنظيمي، حازت على شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة تمبل، وعملت كأستاذة في جامعة ويست تشيستر.
ميريديث ماران: مؤلفة، وناقدة وصحفية، أمريكية الجنسية، ولها عدة مؤلفات شهيرة، منها:
What it’s Like To Live Now
معلومات عن المترجمة:
جهاد الشبيني: مترجمة وصحفية مهتمة بمجال التعليم وريادة الأعمال، ولها عديد من الأعمال المترجمة، منها:
مغامرات توم سوير.
لماذا الحرب؟ المناظرة بين فرويد وآينشتاين.