عالم سريع التطور
عالم سريع التطور
أصبحت عمليتا مشاركة المعلومات واتخاذ القرارات تتمان بأقصى سرعة ممكنة، إذ ظهر نوعٌ جديد من الاجتماعات تُسمى الاجتماعات القصيرة وقوفًا لتبادل المعلومات، والغرض من هذه الاجتماعات اليوميَّة التي لا تستغرق أكثر من خمس عشرة دقيقة أن يجتمع أعضاء المشروع لمشاركة التحديثات والمهام اليوميَّة والعقبات، وتُستخدم تقنيات بصريَّة كلوح كانبان | kanban الذي يتألف من ثلاثة أعمدة: مهام للإنجاز، ومهام قيد الإنجاز، ومهام مُنجزة، ويُشير نقل الأوراق من عمود إلى آخر إلى حدوث تقدم.
لا تُنقل فقط المعلومات يوميًّا بل تُتخذ بعض القرارات، سواء كانت قرارات تكتيكيَّة وتشغيليَّّة من قِبل مديري الفريق، أم قرارات استراتيجيَّة من قِبل الإدارة التنفيذيَّة في الاجتماعات الدوريَّة.
وتتم هذه العملية عبر ثلاث خطوات: الخطوة الأولى هي خطوة تحديد الأهداف، والخطوة الثانية هي خطوة تقييم الخيارات، أما الخطوة الثالثة فهي تحديد الخيار الأفضل بناءً على مدى ملاءمته لبيئة العمل، وإمكانيته من الناحية المادية، وإمكانية تطبيقه عمليًّا، وهناك عدة تقنيات بصريَّة تساعد على اتخاذ القرارات، كمفهوم قبعات التفكير الذي صممه إدوارد دِي بُونُو |Edward de Bono، إذ يتم توزيع قبعات بألوان مختلفة، فيستجيب ذو القبعة الحمراء بعاطفيَّة، ويفكر ذو القبعة البيضاء بموضوعيَّة، ويقدم ذو القبعة الخضراء أفكارًا خلاقة وهكذا، ومن ثم يُجنِّب الفريق التفكير بشكلٍ عشوائي والوقوع في مواجهات.
من العمليات الأخرى التي تتم بشكل يومي من قِبل موظفي المبيعات والمُسوقين ومُحللي البيانات، عملية استكشاف الأسواق، فالشركات تعمل دائمًا على تحويل العملاء إلى مُعجبين عبر مراقبة سلوكهم وحاجتهم اليوميَّة ورصد نقاط الاتصال الرقميَّة ومراجعة عروض القيمة المقدمة للعملاء بصورة ربع سنويَّة، ولتتمكن الشركة من تحديد احتياجات العملاء كافة، لا بد من تقسيمهم إلى شرائح، وتعريف شخصيَّة العميل التي تُمثل كل شريحة، ثُمَّ تحليل رحلة العميل، وتقييم البيئة التنافسيَّة لتقديم عرض مُميز، وتُساعد التقنيات البصريَّة على إيجاد تطابق بين القيمة المُقدمة وما يريده العميل عبر رسم شخصية رمزية تُمثل الشريحة، وإعطائها اسمًا، وحقائق ديموغرافية، ووصفًا يصور حياتها اليوميَّة، أو قد تُرصد رحلة العميل من بداية تفاعله مع الشركة، انتهاءً باستخدامه للمنتج أو الخدمة.
الفكرة من كتاب التفكير البصري: تمكين الأفراد والمنشآت باستخدام التعاون البصري
تُعد الصورة أبلغ من ألف كلمة، إذ إن خمسة وسبعين بالمئة من الخلايا العصبيَّة التي تكون الدماغ تُستخدم في معالجة المعطيات البصريَّة، وبالرغم من ذلك ما زلنا لا نطلق العنان لتلك الخلايا عبر استخدام المعطيات البصريَّة وإحداث تأثير أقوى، بحُجة أن مهارة التفكير البصري حِكر على عدد قليل من الناس، لكن هذا ليس صحيحًا، الجميع يُولد ولديه قُدرة على التفكير وتصور الأشياء بواسطة الرسم، والقليل من يعمل على تطويرها مع تقدم السن، وسنتعرف من خلال هذا الكتاب على كيفية تطوير مهارة التفكير البصري واستخدامها في بيئات الأعمال.
مؤلف كتاب التفكير البصري: تمكين الأفراد والمنشآت باستخدام التعاون البصري
فيلمين بروند: مُؤلفة ومُصمِّمة، تخرجت بدرجة الامتياز في أكاديميَّة التصميم المرموقة في آيندهوفن، وحولت شغفها بالرسم والتصميم إلى مهنة حياتها، إذ عملت مُصمِّمة صناعيَّة في شركة ATAG Keukentechniek، ثُمَّ أسست استوديوهات التصميم الناجحة بورو بروند | BuroBRAND، وبروند بيزنس | BRANDbusiness، وهي تُعد الآن من إحدى الشخصيَّات الرائدة في ثورة الاتصالات البصريَّة، وتشارك شغفها مع منشآت عدَّة حول العالم، وصدر لها عدد من المؤلفات، منها:
Visual Doing: A Practical Guide to Incorporate Visual Thinking into Your Daily Business and Communication
My Icon Library: Build & Expand Your Own Visual Vocabulary
معلومات عن المترجمة:
ندى السمان: مترجمة لدى دار نشر “جبل عمان ناشرون”، وحاصلة على درجة الماجستير في إدارة نظم المعلومات، وشهادة في تطوير فرق العمل، ومهتمة بالترجمة وكتابة المحتوى على مدونتها الشخصية، كما ترجمت عديدًا من المقالات بالإضافة إلى هذا الكتاب، ومن ترجماتها:
اختبار أفكار العمل التجاري.