لنجعل الأمر أكثر متعة
لنجعل الأمر أكثر متعة
يُعد وضع الرسومات البصريَّة جزءًا من عملية تُسمى الدورة الإبداعيَّة، والهدف منها هو ابتكار قصة بصريَّة تأسر عقول الحاضرين وقلوبهم، تبدأ بتحديد القضية أو الوضع المرغوب في تحقيقه بشكل عام، ثُمَّ تحديد الجمهور المستهدف وأهم الرسائل التي ينبغي أن تصل إليهم، والشركاء الذين سيساهمون في القصة، واستشعار ردود أفعال أهم الأشخاص المؤثرين في الحضور، بهدف وضع تعليل منطقي لبعض التفاصيل التي قد تبدو غير منطقيَّة أو غير قابلة للتنفيذ، بعد ذلك تبدأ مرحلة توليد الأفكار، إذ تُعتمد وجهات نظر مُختلفة عبر رسم عدَّة معطيات بصريَّة تدعم الفكرة الأساسيَّة، فأحد المعطيات البصريَّة قد يكون له صدى أكثر من المعطيات الأخرى.
ويُمكن إعداد العناصر البصريَّة مُسبقًا إذا كانت جميع الأفكار والنتائج معروفة كالخطط وأرقام النتائج السنويَّة، لكن إذا كانت النتائج غير معرفة بدقة كما في حال حل مشكلة أو وضع استراتيجيَّة أو رؤية، تُوضع الأفكار الرئيسة، ويُضيف الحاضرون باقي المُدخلات والنتائج، ولا بد من مراعاة اتجاه المدخلات والنتائج وترتيبها داخل اللوحة، فقد يكون اتجاهها من أعلى إلى أسفل أو من أسفل إلى أعلى أو من اليسار إلى اليمين أو على هيئة مانْدَلا أو مصفوفة على حسب نوع البيانات وتدفقها، وقد تُستخدم الاستعارات للتعبير عن رحلة العميل أو الوصول من الوضع الراهن إلى وضع أفضل، كالنشرة الجوية، إذ يُعبر الجزء الغائم عن الوضع الراهن والجزء المشمس عن التوقعات، أو مشهد من أحد الأفلام أو المسلسلات المشهورة لاقتباس بعض المشاهد واستخدامها في تحديد مواطن القوة والفرص ومواطن الضعف والمآزق.
هذه الاستعارات إلى جانب استخدام نغمات صوت مختلفة وتنوع الإيماءات وتعابير الوجه ووضوح الأفكار، تُشجع الجمهور على المشاركة وإضافة الملاحظات، وقد يوجهون بعض الآراء النقديَّة حول التصوير البصري ومهارات التقديم، فما ينبغي من مقدم العرض سوى استقبالها بذهن مُتفتح.
الفكرة من كتاب التفكير البصري: تمكين الأفراد والمنشآت باستخدام التعاون البصري
تُعد الصورة أبلغ من ألف كلمة، إذ إن خمسة وسبعين بالمئة من الخلايا العصبيَّة التي تكون الدماغ تُستخدم في معالجة المعطيات البصريَّة، وبالرغم من ذلك ما زلنا لا نطلق العنان لتلك الخلايا عبر استخدام المعطيات البصريَّة وإحداث تأثير أقوى، بحُجة أن مهارة التفكير البصري حِكر على عدد قليل من الناس، لكن هذا ليس صحيحًا، الجميع يُولد ولديه قُدرة على التفكير وتصور الأشياء بواسطة الرسم، والقليل من يعمل على تطويرها مع تقدم السن، وسنتعرف من خلال هذا الكتاب على كيفية تطوير مهارة التفكير البصري واستخدامها في بيئات الأعمال.
مؤلف كتاب التفكير البصري: تمكين الأفراد والمنشآت باستخدام التعاون البصري
فيلمين بروند: مُؤلفة ومُصمِّمة، تخرجت بدرجة الامتياز في أكاديميَّة التصميم المرموقة في آيندهوفن، وحولت شغفها بالرسم والتصميم إلى مهنة حياتها، إذ عملت مُصمِّمة صناعيَّة في شركة ATAG Keukentechniek، ثُمَّ أسست استوديوهات التصميم الناجحة بورو بروند | BuroBRAND، وبروند بيزنس | BRANDbusiness، وهي تُعد الآن من إحدى الشخصيَّات الرائدة في ثورة الاتصالات البصريَّة، وتشارك شغفها مع منشآت عدَّة حول العالم، وصدر لها عدد من المؤلفات، منها:
Visual Doing: A Practical Guide to Incorporate Visual Thinking into Your Daily Business and Communication
My Icon Library: Build & Expand Your Own Visual Vocabulary
معلومات عن المترجمة:
ندى السمان: مترجمة لدى دار نشر “جبل عمان ناشرون”، وحاصلة على درجة الماجستير في إدارة نظم المعلومات، وشهادة في تطوير فرق العمل، ومهتمة بالترجمة وكتابة المحتوى على مدونتها الشخصية، كما ترجمت عديدًا من المقالات بالإضافة إلى هذا الكتاب، ومن ترجماتها:
اختبار أفكار العمل التجاري.