التجربة
التجربة
بعد أن نصل إلى مرحلة الفروض علينا أن ننتقل إلى مرحلة فحصها عن طريق مرحلة التجربة، وهي تعد ثالثة مراحل المنهج العلمي التي يتم فيها تحت ظروف دقيقة ومحددة اختبار فروضنا للحصول على مصداقية لأفكارنا، فكما رأينا حين قررنا ممارسة التمارين للتخلص من الإرهاق فهذا كان تجريبًا للفرض القائل إن التمارين ستكون حلًّا لمشكلة الإرهاق لنرى إن كان سينجح أم يفشل ثم بعده نتّجه إلى فرض آخر لنجربه.
والفروض يجب أن تكون قابلة للتكرار والإعادة تحت ظروف التجربة نفسها، فإن أجرى شخص آخر التجربة نفسها لفحص مصداقية الفرض فسيحصل على النتائج نفسها، ودور التجربة مهم جدًّا للتثبت من صلاحية تفسيرنا للظاهرة المختبرة والتحقق من صلاحية فروضنا لحل المشكلة.
وليس بشرط أن تحدث عناصر المنهج العلمي الثلاثة بالترتيب نفسه، فلا يجب أبدًا أن تكون التجربة بعد الفرض، بل يمكن أن تسبق التجربة الفرض كما يحدث في عملية تجربة طهو وجبات جديدة، نحن لا نفترض شيئًا في البداية، بل نجرب هذه الوصفة أو تلك ونقرر بعد ظهور النتيجة أي مكون يعطي نكهة كذا، وبناءً على معطيات تجربتنا نفرض فرضًا آخر هو أن تغيير هذا المكون أو ذاك سيعطي الطعم المرغوب، فنعيد التجريب ونكتشف خطأنا فنعدل وصفتنا ثم نعيد ونعيد حتى نتوصل في النهاية إلى الطعم المطلوب.
وإذا كانت هذه هي الحال، فما اللحظة التي يفرض فيها المرء فرضًا ما؟ هل بعد جمع عديد من المعلومات، أم بعد تحليلها، أم بعد إجراء التجربة مباشرة، أم بعد تكرارها وجمع نتائجها؟ وهنا يجيب المؤلفون أن أفضل وقت لعمل فرض هو بعد توافر أقل قدر ممكن من المعطيات والمعلومات لصاحب المشكلة يمكنه من تكوين الفرض، فالفرض يدفعنا إلى تجريبه وجمع الملاحظات من ذلك التجريب، وإذا كان غير صحيح نفرض فرضًا جديدًا حسب المعطيات الجديدة ثم نجربه حتى نصل إلى فرضنا الأصح القادر على حل المشكلة.
الفكرة من كتاب حل المشكلات اليومية بالمنهج العلمي: كيف تفكر مثل العالم
المشكلات جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وكذلك طريقة حلنا لتلك المشكلات فكلاهما نقوم به بشكل شبه ثابت وتقليدي محدود بخبراتنا الحياتية ومعرفتنا ومستوى نظرتنا إلى الأمور من حولنا، ولهذا يعرض مؤلفو هذا الكتاب المنهج العلمي كأسلوب لحل مشكلاتنا اليومية، فالمنهج العلمي ليس مقتصرا على معادلات الفيزياء وتجارب الكيمياء المعملية، بل هو طريقة تفكير ينتهجها العلماء لحل المشكلات التي تواجههم سواء حدثت داخل المعمل أم خارجه في حياتهم اليومية العادية، وذلك لأن المنهج العلمي بسيط ويمكن لأي شخص أن يمارسه لحل مشكلاته وتبسيط يومه وزيادة رضاه عنه.
مؤلف كتاب حل المشكلات اليومية بالمنهج العلمي: كيف تفكر مثل العالم
دون ك. ماك: حاصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة تورنتو بكندا، عمل أستاذًا مساعدًا في جامعة كون، كما عمل باحثًا علميًّا في الحكومة الاتحادية، من مؤلفاته:
The science of financial market trading.
Mathematical Techniques in Financial Market Trading.
أنجيلا ت. ماك: تعمل في إحدى الشركات الكندية الرائدة، وحاصلة على البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة تورنتو بكندا.
أنتوني ب. ماك: حاصل على الدكتوراه في علم الوراثة الجزيئية من جامعة تورنتو بكندا.
معلومات عن المترجم:
محمد محمد مدين: أستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة، وأستاذ ورئيس قسم التفكير العلمي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، من مؤلفاته:
جورج إدوارد مور: دراسة في منطق النظرية الأخلاقية.
الحدس الخلقي: مقال في المنهج الأخلاقي.
منطق القيمة عند برتراند راسل.