تاريخ موجز للمنهج العلمي
تاريخ موجز للمنهج العلمي
حين نتكلم عن بدايات المنهج العلمي فلا يمكننا أن نحدد بداية دقيقة مرتبطة بحقبة معينة أو شخص معين، فهو منهج قد ظهر وتطور ببطء بمرور الزمن ولهذا يصعب تتبع منشئه، ولكن يمكننا بدلًا من ذلك أن نتتبع الإسهامات الفارقة التي مثلت له نقلة في عناصره.
يمكننا أن نرجع البداية بشكل تقريبي إلى عام 2600 قبل الميلاد، الذي وُجدت فيه بردية منسوبة إلى إمْحُتب “أبي الطب المصري” يصف فيها عملية الخياطة الجراحية ومناهج التفكير المتبعة لتشخيص حالة المريض ووصف دوائه، ثم بعدها تأتي الحضارة اليونانية بمنهج أرسطو الذي رأى أن المعرفة مصدرها خبرات المرء الحسية، وعلى هذا الأساس كتب في عديد من المجالات مما أدى إلى تأخر التقدم العلمي لأنه أولًا لم يجرِ تجارب تؤكد أو تنفي آراءه أو ملاحظاته، وثانيًا لأن من أتوا بعده مثله لم يجروا أية تجارب تثبت خطأ آرائه.
وبعد قرون تظهر الحضارة الإسلامية التي ولى علماؤها التجربة دورًا في تأكيد النظريات أو دحضها، كالعالم الحسن بن الهيثم الذي طبق في علم البصريات منهجًا تجريبيًّا استنتج به قوانين الانعكاس الضوئي وغيرها من القوانين التي سجلها في كتابه الذي تُرجِمَ إلى اللاتينية، وكان له أكبر الأثر لاحقًا في العلم الغربي الذي ازدهر قليلًا مع تأسيس الجامعات في القارة الأوربية، التي لم يمهلها الطاعون كثيرًا وأخّر من ازدهارها بالرغم من ظهور آلة الطباعة الصينية، التي سهلت تناقل المعلومات بعد أن كان العلم مقتصرًا على المخطوطات المكتوبة يدويًّا.
وبهذا التناقل ظهرت الثورة العلمية التي ساهمت في دحض مصداقية نظريات كثير من القدماء غير المجربة، كنظرية بطليموس التي رأى فيها أن الأرض هي مركز النظام الشمسي، لكن أتى بعدها نيكولاس كوبرنيكوس وقال بمركزية الشمس، وبعده أتى جاليليو ليؤكد كلامه ويشير إلى أهمية تطابق النموذج الفيزيائي النظري مع النموذج الرياضي الواقعي للتصديق على واقعية الفروض العلمية، ومن هذه الفكرة انطلق تطور المنهج العلمي ليشمل الأركان الثلاثة التي يقوم عليها لليوم، وهي الملاحظة والفرض والتجربة.
الفكرة من كتاب حل المشكلات اليومية بالمنهج العلمي: كيف تفكر مثل العالم
المشكلات جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وكذلك طريقة حلنا لتلك المشكلات فكلاهما نقوم به بشكل شبه ثابت وتقليدي محدود بخبراتنا الحياتية ومعرفتنا ومستوى نظرتنا إلى الأمور من حولنا، ولهذا يعرض مؤلفو هذا الكتاب المنهج العلمي كأسلوب لحل مشكلاتنا اليومية، فالمنهج العلمي ليس مقتصرا على معادلات الفيزياء وتجارب الكيمياء المعملية، بل هو طريقة تفكير ينتهجها العلماء لحل المشكلات التي تواجههم سواء حدثت داخل المعمل أم خارجه في حياتهم اليومية العادية، وذلك لأن المنهج العلمي بسيط ويمكن لأي شخص أن يمارسه لحل مشكلاته وتبسيط يومه وزيادة رضاه عنه.
مؤلف كتاب حل المشكلات اليومية بالمنهج العلمي: كيف تفكر مثل العالم
دون ك. ماك: حاصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة تورنتو بكندا، عمل أستاذًا مساعدًا في جامعة كون، كما عمل باحثًا علميًّا في الحكومة الاتحادية، من مؤلفاته:
The science of financial market trading.
Mathematical Techniques in Financial Market Trading.
أنجيلا ت. ماك: تعمل في إحدى الشركات الكندية الرائدة، وحاصلة على البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة تورنتو بكندا.
أنتوني ب. ماك: حاصل على الدكتوراه في علم الوراثة الجزيئية من جامعة تورنتو بكندا.
معلومات عن المترجم:
محمد محمد مدين: أستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة، وأستاذ ورئيس قسم التفكير العلمي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، من مؤلفاته:
جورج إدوارد مور: دراسة في منطق النظرية الأخلاقية.
الحدس الخلقي: مقال في المنهج الأخلاقي.
منطق القيمة عند برتراند راسل.