أساليب التعلم
أساليب التعلم
يمكننا أن نتعلم من خلال نظامين أساسيين: نظام التعلم التصريحي ونظام التعلم الإجرائي. ولنبدأ مع التعلم التصريحي الذي يشتمل على الحقائق والأحداث التي يمكن تذكرها بشكل واعٍ، كتذكرك لأسباب التغير المناخي أو المعادلات التربيعية، وتتشارك في التعليم الصريح ثلاثة أجزاء أساسية من المخ وهي: الذاكرة العاملة، والحُصين، والقشرة المخية الحديثة، تودع الذاكرة العاملة المعلومات الجديدة في الذاكرة الطويلة المدى الموجودة في القشرة المخية الحديثة، وتتم عملية الإيداع عن طريق الحُصين، ويساعد الحُصين بطريقتين: الأولى أن يحمل المعلومات الجديدة من الذاكرة العاملة ويربطها بأماكنها في القشرة المخية الحديثة كأنه فهرس،
والثانية تحدث وقت الاستراحات، إذ يعمل على تثبيت وتقوية الروابط بين المعلومات الجديدة، ومن هنا تأتي أهمية الاستراحات العقلية في أثناء التعلم، فقد كشفت إحدى الدراسات أن الراحة لمدة خمس عشرة دقيقة مع إغماض العيون بعد إتمام التعلم تعزز التذكر وتثبت المعلومات. وإليك مجموعة من الأنشطة يمكنك تضمينها بين شرحك من أجل الإنعاش العقلي لطلابك: نشاط “فكّر – زاوِج – شارك | Think- Pair- Share”، وفيه يفكر الطلبة لمدة دقيقة أو دقيقتين، ثم يشكلون مجموعات ثنائية ويتشاركون أفكارهم، وهناك نشاط آخر يقتضي تلخيص ما فهموه أو كتابة النقاط التي لا يفهمونها بوضوح لمدة دقيقة، كما يمكنهم ممارسة نشاط تمثيل الأدوار كأن يمثل الطلاب دوران الأرض حول الشمس، وأخيرًا نشاط تدريس الأقران، وفيه يشرح بعضهم لبعض ما تعلموه.
كما عليك أن تحذر طلابك من مراكمة دروسهم حتى ليلة الامتحان، لأن ذلك يحرمهم أهم وسيلتين للتعلم وتثبيت المعلومات وهما: التعامل النشط مع المادة واسترجاعها على فترات متباعدة، والنوم لأنهم سيظلون ساهرين طوال ليلة الامتحان بالطبع لينقذوا ما يمكن إنقاذه!
والآن يمكننا أن ننتقل إلى الأسلوب الثاني من أساليب التعلم وهو التعلم الإجرائي الذي يختص بالأفعال الاعتيادية التي تفعلها تلقائيًّا بلا تفكير، ويعتمد بشكل أساسي على التبادل بين العقد القاعدية والقشرة المخية الحديثة، ويعني التدريس من خلال النظام الإجرائي إعطاء كثير من الممارسة والتمرين للطلبة، وليس عليك أن تستخدم نظامًا من الاثنين دون الآخر، ولكن من الضروري الدمج بينهما ليصبح الطلاب سريعين مرنين في استخدام معارفهم، ففي بداية شرحك استخدم التعلم التصريحي لتعليمهم الحقائق والأفكار الأساسية، وبعد أن تتأكد من وضوحها لديهم ابدأ في تطبيق التعلم الإجرائي من خلال التمارين والتدريبات والواجبات المنزلية.
وإذا أردت تحسين النظام التصريحي فاعتمد على الاسترجاع، وبالنسبة إلى النظام الإجرائي فاعتمد على التكرار المتباعد والتداخل، أي دراسة عدة موضوعات مترابطة في وقت واحد.
الفكرة من كتاب التعليم خارج المألوف: أفكار عملية في علم الدماغ لمساعدة الطلبة في التعلم
هل تنظر إلى التعلم على أنه تجميع لكثير من المعلومات في ذاكرتك أو القدرة على حل مسائل الرياضيات والعلوم المستعصية؟ وهل ترى أن التعليم مهنة تقليدية لا تحتاج سوى سبورة وعصًا طولها متران؟ لو كانت إجاباتك “نعم” فأنت بحاجة ماسة إلى هذا الكتاب لتعرف أن التعلم تغيير في الدماغ والتعليم فن يحتاج إلى إلمام بطبيعة النفس والعقل وطرائق التفكير، فاربط أحزمتك واستعد لرحلة ستخرج منها متعلمًا أو معلمًا خارجًا عن المألوف.
مؤلف كتاب التعليم خارج المألوف: أفكار عملية في علم الدماغ لمساعدة الطلبة في التعلم
د. باربرا أوكلي: أستاذة في الهندسة بجامعة أوكلاند في أمريكا، مهتمة باللغات والأدب وذات خبرة كبيرة في مجال التعليم إذ قدمت الدورة التدريبية الأشهر على منصة كورسيرا “تعلم كيف تتعلم | Learn how to learn”، ومن مؤلفاتها:
A Mind Of Numbers
Mindshift
د. بيث روغوفسكي: حاصلة على الدكتوراه في التربية وتعمل أستاذة التربية في جامعة بلومبيرج في أمريكا، لها أبحاث في علم الأعصاب التطبيقي واللغة ومحو الأمية وأساليب التعلم.
د. تيرنس سجنوفسكي: أستاذ في معهد “سالك | Salk” للدراسات البيولوجية، وهو واحد من اثني عشر عالمًا على قيد الحياة، انتُخِبوا في الأكاديمية الوطنية للطب، والأكاديمية الوطنية للعلوم، والأكاديمية الوطنية للهندسة، ومن مؤلفاته:
The Deep Learning Revolution
In The Spirit Of Science
معلومات عن المترجمين:د. إبتسام بن خضراء: مترجمة مغربية من أصل فلسطيني، ولدت وتعلمت فى سوريا، وحصلت على شهادة في الأدب الإنجليزي من جامعة دمشق، ثم ذهبت في وفد إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة للتخصص في الترجمة، وحصلت على شهادة الدكتوراه عام 2000م، ومن ترجماتها:
الأمعاء كنزك في بطنك.
د. داود القرنة: مترجم له عديد من الترجمات، مثل: علم اللغة، عن القيادة، التفكير الناقد والتفكير الإبداعي.