المزيد عن الذاكرة العاملة
المزيد عن الذاكرة العاملة
كما عرفنا، فالذاكرة العاملة هي الباب الذي نتعلم من خلاله، وهي تشبه أخطبوطًا لديه أربع أذرع، ولهذا لا يمكنها الاحتفاظ بما يزيد على أربع معلومات في وقت واحد، فلا بد من إفراغ إحدى الأذرع لتستقبل معلومة جديدة، وقد يأخذ الإفراغ شكلين، إما أن تنتقل المعلومات إلى الذاكرة الطويلة المدى وإما أن تصبح في طي النسيان.
ولكن هل الجميع لديهم أخطبوط بأربع أذرع؟ الإجابة لا، فالقدرة على الاحتفاظ بأربع معلومات في وقت واحد هي متوسط الذاكرة العاملة للبالغين، ورغم هذا يمكن للطلاب أن يختلفوا بشكل كبير في سعة ذاكرتهم العاملة، فمنهم من يحتفظ بثلاث معلومات، ومنهم من يحتفظ بأربع، ومنهم من يصل إلى ست.
ومهمتك هنا -أيها المعلم- أن تقدر الفروق بين الطلبة وتساعد كلًّا منهم بالطريقة التي تناسبه، وبلا شك فإن ذوي سعة الذاكرة العاملة الأقل بحاجة إلى المساعدة أكثر، فإليك هذه الوسائل لمساعدتهم: لا تقدم توجيهات مطولة أو كثيرة في وقت واحد، وتحقق من أن طلابك ينظرون إليك في أثناء حديثك معهم، ثم أعطِ التعليمات واحدة تلو الأخرى وتحقق من تنفيذها بشكل صحيح بعد كل خطوة، ويمكنك إعداد ورقة بأهم الأفكار التي سيحتاج الطلاب إليها خلال الدرس وتقديمها إلى كل منهم، أو تعليقها في مكان واضح لتكون مرجعًا لهم، كما يفيد استخدم “فن الاستذكار | Mnemonics” لمساعدتهم على تذكر معلومات أكثر بسهولة، مع السماح بأوقات راحة قصيرة من وقت لآخر.
ويمكنك أن تساعد طلابك من ذوي سعة الذاكرة العاملة الأقل أيضًا من خلال تدريسهم فرادى أو في مجموعات صغيرة ليشعروا بالراحة في توجيه الأسئلة وطلب إعادة الشرح، وذلك يُسهل متابعة الطلاب والتحقق من فهمهم أولًا بأول، وكذلك من المهم أن تراعي الوقت المتاح لإكمال مهمة ما وتقسم خطوات إتمامها.
أما الطلبة ذوو سعة الذاكرة العاملة الأكبر فيمكنك مساعدتهم من خلال تجاوز الأسئلة البسيطة ذات الإجابات الجاهزة والسريعة، وطرح مزيد من الأسئلة المتعمقة عليهم، التي تحتاج إلى ربط المعلومات بعضها ببعض، ولا تعطِ لهم المزيد من نوع الأسئلة نفسها، بل أعدّ مسائل متنوعة ومهامًّا أكثر تعقيدًا حتى تشجعهم على التفكير والابتكار، ويفضل منحهم فرصة العمل بعضهم مع بعض، وتشجيعهم على توسيع معرفتهم وتسريع تعلمهم.
ومن المساعد لجميع الطلبة أن يعملوا على تقوية روابط المعلومات في ذاكرتهم الطويلة المدى، لأنها تُكون لديهم خبرات ومعارف تساعدهم على استقبال معلومات جديدة بسهولة مما يحسن من أداء الذاكرة العاملة.
الفكرة من كتاب التعليم خارج المألوف: أفكار عملية في علم الدماغ لمساعدة الطلبة في التعلم
هل تنظر إلى التعلم على أنه تجميع لكثير من المعلومات في ذاكرتك أو القدرة على حل مسائل الرياضيات والعلوم المستعصية؟ وهل ترى أن التعليم مهنة تقليدية لا تحتاج سوى سبورة وعصًا طولها متران؟ لو كانت إجاباتك “نعم” فأنت بحاجة ماسة إلى هذا الكتاب لتعرف أن التعلم تغيير في الدماغ والتعليم فن يحتاج إلى إلمام بطبيعة النفس والعقل وطرائق التفكير، فاربط أحزمتك واستعد لرحلة ستخرج منها متعلمًا أو معلمًا خارجًا عن المألوف.
مؤلف كتاب التعليم خارج المألوف: أفكار عملية في علم الدماغ لمساعدة الطلبة في التعلم
د. باربرا أوكلي: أستاذة في الهندسة بجامعة أوكلاند في أمريكا، مهتمة باللغات والأدب وذات خبرة كبيرة في مجال التعليم إذ قدمت الدورة التدريبية الأشهر على منصة كورسيرا “تعلم كيف تتعلم | Learn how to learn”، ومن مؤلفاتها:
A Mind Of Numbers
Mindshift
د. بيث روغوفسكي: حاصلة على الدكتوراه في التربية وتعمل أستاذة التربية في جامعة بلومبيرج في أمريكا، لها أبحاث في علم الأعصاب التطبيقي واللغة ومحو الأمية وأساليب التعلم.
د. تيرنس سجنوفسكي: أستاذ في معهد “سالك | Salk” للدراسات البيولوجية، وهو واحد من اثني عشر عالمًا على قيد الحياة، انتُخِبوا في الأكاديمية الوطنية للطب، والأكاديمية الوطنية للعلوم، والأكاديمية الوطنية للهندسة، ومن مؤلفاته:
The Deep Learning Revolution
In The Spirit Of Science
معلومات عن المترجمين:د. إبتسام بن خضراء: مترجمة مغربية من أصل فلسطيني، ولدت وتعلمت فى سوريا، وحصلت على شهادة في الأدب الإنجليزي من جامعة دمشق، ثم ذهبت في وفد إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة للتخصص في الترجمة، وحصلت على شهادة الدكتوراه عام 2000م، ومن ترجماتها:
الأمعاء كنزك في بطنك.
د. داود القرنة: مترجم له عديد من الترجمات، مثل: علم اللغة، عن القيادة، التفكير الناقد والتفكير الإبداعي.