مرونة الروتين
مرونة الروتين
إن الروتين لا يعني الإنجازات المبهرة؛ إنما مجموعة من العادات التي تسهم في تحقيق الأهداف الشخصية سواء كانت نفسية، أم جسدية، أم عملية وغيرها، لذا يجب على كل شخص تحديد ما يريده والعادات التي تساعده على تحقيقه؛ فما يلائمني ليس بالضرورة أن يلائمك، وهذه بعض الروتينات الصباحية لبعض مشاهير رائدي الأعمال، المحفزين، والمبدعين حول العالم، يظهر فيها جليًّا اختلافها حسب أهدافهم الشخصية، وربما تلهمك لصنع روتينك الشخصي: فالمحاضر التحفيزي والمؤلف (توني روبنز) يعتمد على روتين صباحي ثلاثي لتحقيق عامل الهدوء والإيجابية في حياته وهو (تمارين التنفس، التعبير عن الامتنان، والتأمل والصلاة)، وهذا روتين بسيط قد لا يستغرق دقائق في اليوم.
ويخالفه فيه رائد الأعمال (جاري فاينر تشوك) الذي يستهلك روتينه وقتًا أكبر ليلائم استعداده ليوم عمل طويل يصل إلى ثماني عشرة ساعة، لذا يستيقظ في السادسة صباحًا ويدخل إلى الحمّام بجهازه الإلكتروني لتصفح أخبار عالم الأعمال، ومن ثم يمارس ساعة من الرياضة القوية لحرق الدهون، ثم يقضي وقتًا بسيطًا مع أسرته في أيام العمل ويضاعفه في العطلات لتقوية العلاقة الأٍسرية، ثم ينطلق للعمل.
ويخالفه أيضًا الكاتب (تيم فيريس)، فمثلًا في نظام الرياضة فهو يمارسها لمدة ثلاثين ثانية، لأن هدفه ليس حرق الدهون وإنما تحريك الجسد، ويبدأ روتينه بترتيب فراشه؛ فهو يعتقد بأن هذا إنجاز يدفع إلى المزيد خلال اليوم، ثم يمارس التأمل المتسامي عكس الكاتب الذي يناسبه أكثر التأمل الواعي، ثم الرياضة وتناول السوائل ومن ثم كتابة اليوميات التي تجعله أكثر امتنانًا وهدوءًا في حياته.
وهناك بعض الناس مثل (سكوت آدمز) صاحب سلسلة القصص المصورة Dilbert، فهو يعتمد روتينًا بسيطًا لشحن إلهامه وإبداعه، ويجده في الاستيقاظ في الخامسة صباحًا ومن ثم تناول القهوة مع قالب من البروتين، والجلوس على المكتب حتى يهيئ عقله لعملية الإبداع، ولا يستهلك منه أكثر من عشرين دقيقة، كما أنه يبتعد عن الأخبار السيئة، وإنما يقرأ الأخبار الإيجابية فقط حتى لا تؤثر في أهدافه وإبداعه.
الفكرة من كتاب صباح استثنائي كل يوم: كيف تضاعف إنتاجيتك وتفجر طاقتك وتجعل حياتك استثنائية – كل صباح؟!
يحلم العديد منّا، خصوصًا في عصر السرعة والأعمال المتراكمة، بحياة استثنائية مليئة بفائض من الوقت، كي يتم أعماله ويصبح أكثر إنتاجية واسترخاءً على حد سواء، ولا يخفى على الجميع أن الاستيقاظ في الصباح يوفر هذا الشرط، ولكن دائمًا يوجد عائق بين كثير من الناس وبين الاستيقاظ في الصباح، وخصوصًا زر الغفوة بمنبه الصباح الذي إن استجبنا له آملين بخمس دقائق إضافية من النوم، ينتهي بنا الأمر عادةً إلى الركض في فوضى عارمة في الصباح للحاق بموعد العمل أو الجامعة أو غيره من الأشغال، بالإضافة إلى استمرار شعور الإنهاك والإرهاق، ويرى الكاتب أن الحل في إنشاء روتين صباحي يومي يناسب كل شخص لذاته وظروفه، ويعود بالعديد من الفوائد على جوانب حياة الفرد كافة إن إلتزم به.
مؤلف كتاب صباح استثنائي كل يوم: كيف تضاعف إنتاجيتك وتفجر طاقتك وتجعل حياتك استثنائية – كل صباح؟!
ديمون زهاريادس: كاتب أمريكي وهو أحد أهم الكتاب الملهمين في مجال تطوير القدرات للأفراد، فهو خبير في تطوير القدرة الإنتاجية وتطوير الأعمال والذات، ويقدم استشارات لعدد من الشركات، ورغم كونه في الخمسينيات من عمره، فإن هذا لم يعقْه عن أن يكون منتجًا، فقط بدأ رحلة نجاحه بعد عدد من الإخفاقات المتتالية، ولديه موقع على الإنترنت يرشد فيه الناس إلى كيفية استثمار يومهم لإنجاز المزيد من الأعمال.
ومن أبرز مؤلفاته:
فن التركيز والإنجاز.
الأثر المذهل للعادات البسيطة.
الطريقة الأكثر فعالية لإنجاز المهام.
معلومات عن المترجمة:
دينا المهدي: تخرجت في كلية الآداب، لغات وترجمة قسم اللغة الإنجليزية، جامعة الإسكندرية، وهي استشاري بالترجمة لمنظمة اليونسكو بالقاهرة، وتعمل مدير مشروع مستقل في دار نشر دوّن للإشراف على مشروع الترجمة إلى العربية، وهي أيضًا مترجمة وكاتبة مستقلة في العديد من المجلات والصحف المحلية والدولية. ومن ترجماتها:
فن التعافي.
النداء الرهيب للكائن كثولو.