سيناريو التعامل مع الكسور
سيناريو التعامل مع الكسور
عندما تُذكر كسور العظام فأول ما يتبادر إلى ذهن السامع هو الصدمات العنيفة كالسقوط من سطح عالٍ، والوقوع في حفرة، ولكن هذه ليست كل الأسباب، وعلى الرغم من أنها الأكثر شيوعًا، فإن هناك أسبابًا كامنة كالاضطرابات الهرمونية والأمراض كالكساح والتهابات العظام، ولكن سواء حدثت الكسور نتيجة لأمراض لدى المريض أم نتيجة لصدمة عنيفة، ففي كلتا الحالتين يجب على الموجودين حول الشخص المكسور مراعاة حَمله ببراعة حتى لا يتحرك الكسر فيهتك مزيدًا من الأنسجة والأوعية المحيطة به، وأيضًا لتجنب الألم الشديد الناتج عن ذلك، ما قد يدخل المصاب في صدمة عصبية (Neurogenic Shock)، لذا فأفضل ما يمكن فعله هو تثبيت العضو المكسور عن طريق لفه بقطعة خشبية، وتدفئة المريض وتزويده بسوائل دافئة وبعض المهدئات إن توافرت، لحمايته من الصدمة حتى يُنقل إلى المشفى أو منطقة العلاج.
وفي المستشفى يبدأ الأطباء أولًا بعلاج الصدمة إن وُجِدَت، وذلك بإعطائه محاليل الجلوكوز وكلوريد الصوديوم عن طريق الوريد بالتنقيط، ومهدئات كالمورفين (morphine) في حال احتاج إلى ذلك، وبعد تهدئة المريض وتسكينه جسديًّا يُفحَص جسده لتحديد موضع الكسر والاطمئنان على عدم وجود إصابات أخرى، ثم تبدأ المرحلة الثانية من العلاج وهي تصحيح موضع الكسر Reduction or coriection، ويُصحَّح الكسر بثلاث طرائق، إما تصحيح باليد (Manual Traction)، وإما الجذب والشد (traction) ويكون بشَدِّ الجلد بالبلاستر (عند الأطفال) أو شد العظام نفسها في حالات خاصة من كسور القدم، والطريقة الثالثة هي التدخل الجراحي لتثبيت العظام من الداخل إما عن طريق مسمار قلاووظ (Screw) أو مسمار وشريحة (plate screw) أو رقعة عظْمية (Bone graft).
وعند موضع نهايتي الكسر يحدث تجمع دموي يتكون عنده النسيج العظمي، تلحم عنده الخلايا البانيةُ الكسرَ وتتموضع خلايا ليفية (Fibroblasts) لتكون أرضية البناء العظمي الجديد، وتمنح أملاح الكالسيوم اللازمة لتقوية العظام وتعزيز فاعلية الخلايا البانية، ثم يأتي بعد ذلك دور الخلايا الآكلة (Osteoclast) التي تزيل العظام المتكلسة وبقايا عملية التلاحم حول الكسر.
الفكرة من كتاب آلام العظام والمفاصل وكيفية الوقاية منها
شُكلت العظام وصُوِّرت في أحسن تقويم، فلا تجد عظْمة مبالغًا في حجمها أو ضعيفة التكوين غير قادرة على حمل الإنسان وتحريكه أو حمل أعضائه وحمايتها من الصدمات القوية أو الضعيفة، وإذا أصيبت إحدى تلك العظام بالتهاب أو كسر تداعى لها بقية الجسد وعجز عن أداء مهامه على الوجه الأكمل، ومن هنا تأتي أهمية أن يعرف كلّ منا دور عظامه في جسده وطريقة عملها وكيفية الحفاظ عليها من الضمور أو الالتهاب أو الارتخاء والتداعي سواء بسبب الأمراض أو الشيخوخة.
ومن هنا يعرض الدكتور عاطف لماضة في كتابه معلومات عن العظام وتكوينها، وطريقة عملها في جسم الإنسان، وعَلاقتها بما حولها من مفاصل، كما يعرض الحل الأمثل للتعامل مع شخص أصيب بكسر أمامك حتى توصله إلى المشفى، ويعرض بعض الأمراض التي تصيب عظام والإنسان ومفاصله ووسائل التغلب على تلك الأمراض والوقاية منها.
مؤلف كتاب آلام العظام والمفاصل وكيفية الوقاية منها
د. عاطف لماضة: متخرج في كلية الطب بجامعة الأزهر، وحاصل على بكالوريوس طب الأمراض النفسية والعصبية، وله مؤلفات عدة، أبرزها:
السكر.. الصديق اللدود.
الإسعافات الأولية للكبار.
تغذية الطفل.. بين شغف الأمهات وحقائق العلم.
الحمل والولادة.. أسرار ومتاعب كيف نواجهها.