عرب ومسلمون داخل هوليود
عرب ومسلمون داخل هوليود
بسبب مكانة هوليود العالمية كان من الطبيعي أن يسعى العرب والمسلمون للوصول إليها، سواء أنشؤوا في أمريكا أم هاجروا إليها، متخيلين أن الشرط الوحيد للولوج إلى هوليود هو تحقيق الأهلية والكفاءة، لكن الواقع علمهم أن مثل هذه التخيلات لا تتحقق دائمًا.
ولا يمكن أن ننكر أن عددًا لا بأس به حقق درجة متقدمة من النجاح، وحاز جوائز الأوسكار وغيرها من الجوائز الرفيعة، ونذكر منهم الكوميدي “مزيد” الذي غير اسمه إلى “داني توماس” مبتكر شخصية “العم طنوس”، الذي امتلك بها قلوب الأمريكيين في الستينيات والسبعينيات، وتمثلت نكاته في سرد صُعوبات والده المهاجر في البحث عن عمل، بالرغم من الفقر والجهل باللغة والبيئة، والممثل اللبناني الأصل “جورج نادر” بطل أفلام المغامرات في الخمسينيات والستينيات، والممثل السوري الأصل “مايكل عنصرة” الذي اشتهر بتمثيل أدوار الهنود الحمر، أما أشهر الأسماء النسائية فمنها: “كاثي نجمي” و”ويندي مالك” و”كرستين الحاج”.
وقد كان وصول هؤلاء للنجاح أسهل من الممثلين العرب المهاجرين إلى هوليود، وذلك لانتمائهم إلى طوائف غير مسلمة، كما كان كثيرون منهم يخفون هويتهم الأصلية، فلم يحملوا رسالة من بلادهم يدافعون عنها.
أما بالنسبة إلى الممثلين العرب والمسلمين المهاجرين إلى هوليود، فقد كانت بداية أول ممثل عربي هاجر إلى هناك غير موفقة وهو “محمد يقطين”، الذي كان ظهوره باسم “فرانك لاكتين” حيث شارك في الكثير من الأفلام الصامتة في منتصف القرن العشرين، ولم يحظ بظهور اسمه في الكثير منها، فدفع ضريبة التهميش بل زاد عليها رسوخه في الأذهان بدور العربي الشرير!
وقد كسر هذا الحاجز الذي خلفه الكثير من المهاجرين العرب إلى هوليود، بتمثيلهم أدوار الكومبارس والأدوار المتمثلة في العرب الأشرار، الممثل عمر الشريف، الذي احتل العالمية لعقود فاستحق بهذا أن يكون المثل الأعلى للشباب الطامحين بالنجومية في هوليود، وتبعه على هذه الخطى الشاب المصري سيد بدرية، ولكن مع الأسف لم يسلم أي منهما من تمثيل الأدوار النمطية المسيئة للعرب والإسلام!
وإن كنت تتساءل بوصفك عربيًّا عن كيفية الدخول إلى هوليود وتحقيق النجومية، فدعنا ننقل لك نصيحة الكاتب؛ الأمر لا يتطلب سوى “لحية سوداء وملامح شرق أوسطية ولكنة إنجليزية غريبة، بالإضافة إلى (كبسولة مخّدر للضمير) قد يستمر مفعولها عشرين سنة!”.
الفكرة من كتاب ضريبة هوليود: ماذا يدفع العرب والمسلمون للظهور في الشاشات العالمية؟
ألم تتساءل يومًا كيف تخطت هوليود حدودها الجغرافية وصارت من أبرز ملامح العولمة الثقافية التي نعيشها الآن، بل منحت الطرف الأقوى والاقتصاد الأضخم الحق في فرض وجهة نظره وفلسفته على الآخرين بما يحقق مصالحه الخاصة!
سطر الكاتب إجابة هذا السؤال الذي قد يكون تبادر إلى ذهنك عندما شاهدت أحد أفلامها، كما أضاف تاريخ دخول العرب والمسلمين إليها والأفلام التي شاركوا بها، وكيف أثرت أدوارهم من ممثلين ومنتجين ومخرجين في تكوين صورة لنا في أذهان الغرب، مشيرًا إلى الضريبة التي ينبغي أن تُدفع للدخول إلى هوليود، وهل أنت بوصفك مشاهدًا لهذه الأفلام تدفع ضريبة أيضًا.
مؤلف كتاب ضريبة هوليود: ماذا يدفع العرب والمسلمون للظهور في الشاشات العالمية؟
أحمد دعدوش: كاتب وباحث ومخرج سوري، حاصل على دراسات عليا في الاقتصاد وليسانس في الفلسفة والعقيدة، عمل صحفيًّا وباحثًا لعدة جهات في الدول العربية، كما أخرج العديد من البرامج والأفلام الوثائقية، اشتهُر بنقده للحركات النسوية وما يصفه بالإلحاد الروحي أو الروحانيات الشيطانية، ويعتبر من أبرز من أوضح حقيقة هذه الحركة وتعارضها مع الإسلام، وتتمثل في اليوجا والعلاج بالطاقة والتنمية البشرية وغيرها من التطبيقات المعاصرة، ويشرف حاليًّا على موقع السبيل.
ألَّف عددًا من الكُتب المختصة بالقضايا الفكرية والإعلامية، منها:
قوة الصورة.. كيف نقاومها؟ وكيف نستثمرها؟
المغالطات المنطقية في وسائل الإعلام.
مشكلة الزمن من الفلسفة إلى العلم.
مستقبل الخوف.