انقلاب هرمان غورنغ الفاشل
انقلاب هرمان غورنغ الفاشل
يتطرَّق الكاتب إلى شخصية بعض القادة الألمان وأهمهم هرمان غورنغ، ذلك الجنرال الذي نجا بعد الحرب، ولكنه انتحر بعدما حوكم من قِبَل قضاة الدول العظمى المنتصرة، لكيلا يدع لهم الفرصة بشنقه، وللعِلم كان هرمان غورنغ أكثر المرشحين لخلافة هتلر وذلك على لسان هتلر نفسه، وقد استغل غورنغ ذلك في الأيام الأخيرة قبل انتهاء الحرب واعتبر نفسه مصدرًا للقيادة وزعيمًا للرايخ، فقام بإصدار الأوامر دون الرجوع إلى الفوهرر، مما أغضب هتلر، فأمر من ملجئه بعزله وسجنه.
وفي الرابع والعشرين من أبريل (نيسان)، استطاع الروس الاستيلاء على ثلث برلين، وأسر عشرات الآلاف والسيطرة على مئات الأسلحة والطائرات، ومصانع الغاز والخطوط الحديدية، في حين مضى ما تبقى من القوات الألمانية في التصدي للزحف الروسي، وما زالت الإذاعة الألمانية تعلن أن أدولف هتلر متمسكٌ بالبقاء في برلين العاصمة لإدارة المعركة بنفسه، وفي نفس اللحظة يموت الجنود والمدنيون عطشًا وجوعًا قبل أن يلتهمهم الرصاص.
وظل هتلر يواصل عناده، وأصدر أوامره للجنرال شتينر بالهجوم في الشمال رغم غضبه منه، لكن شتينر قد خيب أمله مرة أخرى، إذ رفض إهلاك قواته القليلة المنهكة التي كان عليها التصدي لجيشين كاملين من جيوش العدو وهما الجيش الروسي الواحد والستين والجيش البولوني الأول، وكان هتلر يأمل من هذا الهجوم الشمالي الالتقاء بقوات الجنرال فينك الجنوبية في العاصمة برلين، وعلى الرغم من سوء جاهزية قوات فينك فقد استطاعت ضرب بعض فرق المشاة الروسية وردَّها والزحف إلى بوتسدام، وبالطبع أثارت هذه الانتصارات حماسة في برلين واعتبرته منقذًا للعاصمة، وأصدر هتلر قراره للجنرال شورنر الموجود بقواته في جبال السوديت بأن يدعم قوات فينك، فحاول شورنر ذلك لكنه أخفق في مهمته، ونجح الروس من خلاله في الدخول إلى ألمانيا الوسطى.
الفكرة من كتاب عشرة أيام بين هتلر والموت
لم يكن هتلر بالرجل الاقتصادي، ولم يكن كذلك بالقائد العسكري، ولربما هذا ما جعل العالم والدول العظمى آنذاك لا تقدِّر نفوذه وفعله، حتى فعل ما فعله، لكنه كان سيد خطباء القرن العشرين كما وصفه الكاتب، وكم جهل العالم وقتها أن الخطابة هي أفتك سلاح بعد القنبلة الذرية، وكما شهد العالم تعاظم قوته، شهد أيضًا وصولها إلى الهاوية، فكيف كان وضع ذلك الرجل الذي احتاج العالم أن يتحد من أجل القضاء عليه في آخر عشرة أيام في حياته؟
مؤلف كتاب عشرة أيام بين هتلر والموت
ميكائيل موسمانو: كاتب وقاضٍ سياسي، عمل ضابطًا مساعدًا خلال الحرب العالمية الثانية، وشهد استسلام الألمان عام 1945م، ثم عمل قاضٍيًا في محكمة نورمبرغ، وهو أحد المحققين والقضاة في دعوى نورمبرغ التاريخية ومحاكمة القادة النازيين بعد الحرب، استطاع عن طريق الشهادات الخطية والشفهية لشخصيات كانت على اتصال مباشر بهتلر كقادته، وأمناء سرِّه ومرافقيه وخَدَمِه، وخلال تحقيقات استمرت لثلاث سنوات متواصلة، جمع المعلومات الدقيقة عن آخر عشرة أيام في حياة أدولف هتلر في هذا الكتاب الوحيد له.