تحليل بعض الكتب العلمية والاجتماعية
تحليل بعض الكتب العلمية والاجتماعية
أولها مجلد “علوم أم مذاهب” للدكتور علي مختار الذي تميز فكره بالامتزاج بين العقلانية والعاطفية وعدم التحيز لفكر معين، لأنه كان يعي بأن جميع التوجهات السياسية دائمًا ما تتخللها عيوب ونواقص، يناقش هذا المجلد إشكالية العلاقة بين الأيديولوجيا والعلوم الاجتماعية، واستحالة الفصل بين التحيز الأيديولوجي والدقة العلمية، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى تزييف الوعي، كما تحدث عن التنمية العربية والنهضة وكيفية تحقيق الرفاهية والنهضة في مختلف المجالات.
الكتاب الثاني كان بعنوان “وداعًا للطبقة الوسطى” للدكتور رمزي زكي، وهو تأييد لقانون الإفقار لماركس الذي يؤمن بأن الرأسمالية تؤدي إلى اتساع الفجوة بين الطبقات وتدهور الطبقة الأدنى يليها فناء الطبقة الوسطى، ولكن هذا القانون ثبت فشله لأنه دائمًا ما ألحق الطبقة الوسطى بالطبقة الأدنى، ولا ينظر إليها باعتبارها مستقلة بذاتها، فمن الممكن أن تتدهور الطبقة الأدنى وتزدهر الطبقة العليا وتظل الطبقة الوسطى محتفظة بمكانتها. كذلك نظريته عن أن الانفتاح الاقتصادي سيؤدي إلى محو الطبقة الوسطى خاطئة تمامًا، فالانفتاح قد يؤثر سلبًا في طبقة الفقراء ويدمرها في بعض الأحيان، ولكن الطبقة الوسطى ستنجو بل إنها غالبًا ستزدهر، لأن السوق في ظل الانفتاح الاقتصادي تحتاج إلى عمالة تتميز بالمهارة والتعليم لا تتوافر سوى في الطبقة الوسطى.
وهناك كتاب “الأساس البيولوجي للذكاء” لفرانز جال، وهو دراسة علمية اجتماعية توضح أن الصفات العقلية كالذكاء لها أساس بيولوجي ثابت يتعلق بتجويفات المخ، وأن الذكاء يختلف باختلاف القدرات الذهنية والسلوكية بين الأفراد التي تتمركز في مناطق مختلفة من المخ، وعلى الرغم من أن هذه الدراسة لم يتم إثبات دقتها العلمية، فإنها تعتبر إضافة جديدة في العلوم الاجتماعية، على عكس الكثير من الدراسات التي تعتبر تحصيل حاصل.
الفكرة من كتاب كتب لها تاريخ
هناك أعمال أدبية تستحق أن تلمع في الأفق وهناك أعمال مبالغ في تقديرها، وأعمال أخرى متميزة لم تنل الشهرة التي تستحقها، فهذا الكتاب يتضمن تحليل بعض الأعمال مع النقد الموضوعي لكل منها، سواء أكانت روايات أم قصصًا أم كتبًا علمية، ومقدار استحقاقها للشهرة التي حصلت عليها من وجهة نظر الكاتب.
كما يوضح الظروف المحيطة بكل عمل وكيف كانت مؤثرة في سياق كاتبها، مع تقييم لهؤلاء الكتّاب ومدى نجاحهم في التعبير عن أفكارهم، كذلك يتناول بالمناقشة بعض القضايا الدولية، كقضية الهجرة والتقاء الحضارات والعولمة، وقضايا أخرى اجتماعية كالفساد والانقسام الطبقي، وأيضًا قضايا اقتصادية كالرأسمالية والنهضة.
فإذا كنت تريد عزيزي القارئ توسيع آفاق رؤيتك ومعرفتك، فإن هذا الكتاب هو أفضل وسيلة لك لتحقق هذا الهدف.
مؤلف كتاب كتب لها تاريخ
الدكتور جلال أمين: هو عالم اقتصاد وأكاديمي وكاتب مصري، ولد عام 1935، تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1955، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة لندن، شغل منصب أستاذ الاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة عين شمس عام 1965، ثم عمل مستشارًا اقتصاديًّا للصندوق الكويتي للتنمية عام 1978، كما عمل أستاذًا زائرًا للاقتصاد في جامعة كاليفورنيا وأستاذًا للاقتصاد بالجامعة الأميركية بالقاهرة، وتوفي عام 2018.
من أشهر مؤلفاته: كتاب “ماذا حدث للمصريين؟”، “خرافة التقدم والتخلف”، “المثقفون العرب وإسرائيل”، و“قصة الاقتصاد المصري”.