تقييم لشخصيات عامة مصرية
تقييم لشخصيات عامة مصرية
هناك شخصيتان حظيتا بمناصب عالية وسيرة حسنة، هما الدكتور يحيى الجمل صاحب السيرة الذاتية “قصة حياة عادية”، والدكتور رشدي سعيد وسيرته الذاتية “رحلة العمر”. فضّل الكاتب أن يعقد مقارنة بين السيرتين لتقاربهما في الفترة الزمنية وشهرتهما، فكتاب “قصة حياة عادية” يتناول الفترة الأولى من حياة الدكتور يحيى الجمل وطموحاته ونبوغه الدراسي ثم انضمامه إلى الحزب الوطني وحركة الفدائيين،
ولكن أحداثه تتوقف عند حصوله على الدكتوراه في القانون في سن الثلاثين وقبل أن يعتلي منصب الوزارة، ولذلك لم يكثر الحديث عن أحداث سياسية هامة أو شخصيات عامة مصرية سوى القليل. أما كتاب رشدي سعيد فكان تدوينًا لحقائق سياسية واجتماعية في الإطار الذي لمست فيه حياته الشخصية، كاختياره عضوًا معينًا في مجلس الشعب وتوليه رئاسة مؤسسة التعدين، وحتى تقديم استقالته بسبب فساد تلك المؤسسة. أما عن رأيه في ثروت أباظة فيرى أنه أحد تلك الشخصيات التي نالت شهرة كبيرة ولكنها مزيفة، بسبب خنوع بعض الأدباء والمثقفين لذوي الجاه والمال، ومجاملتهم المفرطة لهم على حساب كتاب آخرين أكثر موهبة وإبداعًا، فثروت أباظة كان يفتقر إلى الموهبة والإبداع وكانت حياته العملية والأدبية مجدبة،
حتى نُشرت له رواية “شيء من الخوف” التي حظيت بشهرة كبيرة ليس بسبب براعتها، ولكن بسبب ما أُشيع عنها أنها تنتقد نظام عبد الناصر مع أن ثروت أباظة كان دائمًا من الموالين للسلطة، كما أنه لم يهتم في مقالاته بما يدور في مصر أو العالم، ويذكر جلال أمين موقفًا يعكس افتقار ثروت أباظة لرقي الأدباء وحكمتهم عندما تسبب في حبس صحفي شاب لمجرد أنه انتقده في إحدى المقالات، وبسبب رفضه العفو عنه بالرغم من توسط الكثيرين بينهما.
الفكرة من كتاب كتب لها تاريخ
هناك أعمال أدبية تستحق أن تلمع في الأفق وهناك أعمال مبالغ في تقديرها، وأعمال أخرى متميزة لم تنل الشهرة التي تستحقها، فهذا الكتاب يتضمن تحليل بعض الأعمال مع النقد الموضوعي لكل منها، سواء أكانت روايات أم قصصًا أم كتبًا علمية، ومقدار استحقاقها للشهرة التي حصلت عليها من وجهة نظر الكاتب.
كما يوضح الظروف المحيطة بكل عمل وكيف كانت مؤثرة في سياق كاتبها، مع تقييم لهؤلاء الكتّاب ومدى نجاحهم في التعبير عن أفكارهم، كذلك يتناول بالمناقشة بعض القضايا الدولية، كقضية الهجرة والتقاء الحضارات والعولمة، وقضايا أخرى اجتماعية كالفساد والانقسام الطبقي، وأيضًا قضايا اقتصادية كالرأسمالية والنهضة.
فإذا كنت تريد عزيزي القارئ توسيع آفاق رؤيتك ومعرفتك، فإن هذا الكتاب هو أفضل وسيلة لك لتحقق هذا الهدف.
مؤلف كتاب كتب لها تاريخ
الدكتور جلال أمين: هو عالم اقتصاد وأكاديمي وكاتب مصري، ولد عام 1935، تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1955، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة لندن، شغل منصب أستاذ الاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة عين شمس عام 1965، ثم عمل مستشارًا اقتصاديًّا للصندوق الكويتي للتنمية عام 1978، كما عمل أستاذًا زائرًا للاقتصاد في جامعة كاليفورنيا وأستاذًا للاقتصاد بالجامعة الأميركية بالقاهرة، وتوفي عام 2018.
من أشهر مؤلفاته: كتاب “ماذا حدث للمصريين؟”، “خرافة التقدم والتخلف”، “المثقفون العرب وإسرائيل”، و“قصة الاقتصاد المصري”.