روايات نالت شهرة لا تستحقها من وجهة نظر الكاتب
روايات نالت شهرة لا تستحقها من وجهة نظر الكاتب
انتقد جلال أمين روايتين إحداهما “الباب المفتوح” للكاتبة لطيفة الزيات، التي اعتبر أن تاريخ نضالها السياسي المشرف عامل أساسي في التفاف الكثير من المؤيدين حولها، من الأدباء والمثقفين المصريين الذين أثنوا على تلك الرواية ثناءً مبالغًا فيه ووصفوها بأنها انتصار لحرية المرأة، فغضوا الطرف عن نقاط الضعف الكثيرة في الرواية، منها أنها ساذجة لا تعالج مشكلة عويصة في المجتمع المصري لا من الناحية الاجتماعية ولا السياسية ولا الثقافية، كما أن ربط الرواية بتاريخ القضية الوطنية بمصر ربط سطحي، والعبارات المفرطة في عاطفيتها تجعل القارئ يمل ويقفز فوق هذه التعابير الثقيلة، غير هذا فإن الرواية لا بأس بها وحوارها ذكي.
والرواية الأخرى هي “الصقار” التي أشعلت الحرب بين الأدباء والمثقفين في مصر، فهناك من انتقدها لاحتوائها عبارات بذيئة تسيء إلى القرآن وبعض المقدسات الدينية وتسيء إلى الذوق العام المصري، وقال إنه يجب على الدولة تقييد حرية التعبير والرأي عند مساسها بالمقدسات الدينية والتقاليد الاجتماعية، وهناك من دافع عنها بالرغم من خلوها من الموهبة والإبداع بدعوى حرية الرأي والتعبير وأن الدفاع عن الدين والتقاليد إرهاب ورجعية، كما أن الفن لا يحمي الفضيلة بل إن وظيفته تكمن في الكشف عن الشر، ويعتبر جلال أمين أن هجومهم هذا بدوره إرهاب فكري وتنكر من شرقيتهم لتقليد الغرب، وأن هذه الحرية قد توغلت في الأفلام والمسلسلات أيضًا لعدة أسباب، أولًا: الاعتقاد الخاطئ بحق الناس في أن تعرف كل شيء عن أي شيء، حتى عند اقتحام خصوصيات الآخرين وهذا أبعد ما يكون عن الحرية، ثانيًا: تعظيم التكنيك على حساب المضمون، وثالثًا: المبالغة في تقديس الفنانين.
الفكرة من كتاب كتب لها تاريخ
هناك أعمال أدبية تستحق أن تلمع في الأفق وهناك أعمال مبالغ في تقديرها، وأعمال أخرى متميزة لم تنل الشهرة التي تستحقها، فهذا الكتاب يتضمن تحليل بعض الأعمال مع النقد الموضوعي لكل منها، سواء أكانت روايات أم قصصًا أم كتبًا علمية، ومقدار استحقاقها للشهرة التي حصلت عليها من وجهة نظر الكاتب.
كما يوضح الظروف المحيطة بكل عمل وكيف كانت مؤثرة في سياق كاتبها، مع تقييم لهؤلاء الكتّاب ومدى نجاحهم في التعبير عن أفكارهم، كذلك يتناول بالمناقشة بعض القضايا الدولية، كقضية الهجرة والتقاء الحضارات والعولمة، وقضايا أخرى اجتماعية كالفساد والانقسام الطبقي، وأيضًا قضايا اقتصادية كالرأسمالية والنهضة.
فإذا كنت تريد عزيزي القارئ توسيع آفاق رؤيتك ومعرفتك، فإن هذا الكتاب هو أفضل وسيلة لك لتحقق هذا الهدف.
مؤلف كتاب كتب لها تاريخ
الدكتور جلال أمين: هو عالم اقتصاد وأكاديمي وكاتب مصري، ولد عام 1935، تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1955، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة لندن، شغل منصب أستاذ الاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة عين شمس عام 1965، ثم عمل مستشارًا اقتصاديًّا للصندوق الكويتي للتنمية عام 1978، كما عمل أستاذًا زائرًا للاقتصاد في جامعة كاليفورنيا وأستاذًا للاقتصاد بالجامعة الأميركية بالقاهرة، وتوفي عام 2018.
من أشهر مؤلفاته: كتاب “ماذا حدث للمصريين؟”، “خرافة التقدم والتخلف”، “المثقفون العرب وإسرائيل”، و“قصة الاقتصاد المصري”.