الفشل المناعي النفسي
الفشل المناعي النفسي
يؤدي فشل عمل الجهاز المناعي النفسي إلى زيادة التوتر الذي يعد شرارة بادئة تجر خلفها سلسلة متلاحقة من الأمراض.
مؤخرًا أصبح مرض الذبحة القلبية هو المرض القاتل الأول في معظم الدول، تليه قرحة المعدة وزيادة حموضتها أو نقصها وأمراض الأمعاء وتشنجاتها، واضطراب الضغط الدموي وتسارع نبض القلب وعدم انتظامه، وتضخم الدرق، والداء السكري والربو.
نشر الدكتور “جوليان روتر || J.Rotter” بحثًا في مجلة “لانسيت || Lancet” الطبية الإنجليزية، يوضح فيه مدى كارثية الإحصائيات المرتبطة بأمراض القلب، التي تكون مسبباتها الأصلية عوامل نفسية مثل الكبت والقمع والقلق والمشكلات العائلية.
فضلًا عن تزايد خطورة الأمراض النفسية الجسدية عقب الحربين العالميتين، وانتشار ظهورها في شكل إصابات فعلية أو خلل وظيفي في أنسجة وخلايا جدران المعدة والأمعاء الغليظة والجلد والجهاز التنفسي، التي فشلت كل المحاولات العلاجية الكيميائية في شفائها، ويرجع هذا إلى عدم انتباههم إلى كونها ذات أسباب نفسية وليست عضوية أو سيكولوجية، وذلك على حد قول الدكتور “محمد أحمد غالي” في كتابه “القلق وأمراض الجسم”.
لوحظ مؤخرًا أن الأمراض السيكوماتية تشيع بين الشباب والفتيات حديثي السن، إذ وجد أن هناك أكثر من مليون شخص سنويًّا لا يُقبلون في القوات المسلحة الأمريكية بسبب اضطرابات نفسية جسدية، ونحو مليون آخرين يعفون من الخدمة بسبب ظهور أعراض الاضطرابات السيكوماتية عليهم. كما ينتشر التهاب القولون التقرحي بكثرة (بمعدل أكثر من حالتين أسبوعيًّا) في أمريكا وأوربا، ويرجع هذا إلى الصدمات العصبية النفسية الاجتماعية التي يتعرض لها سكان هذا المحيط.
الفكرة من كتاب الجهاز المناعي النفسي: قوة وإبداع
جميعنا نعرف أن الجسم البشري من الناحية التشريحية والفسيولوجية هو نتاج تحالف مجموعة من الأجهزة المتعلقة بالصحة الجسدية: جهاز عصبي، وتنفسي، وهضمي، وعقلي، وقلبي وعائي، ومناعي. والحقيقة أن الجسد البشري متشابك بطريقة معقدة ومركبة جدًّا، لدرجة تجعل أي خلل في جزء من بعضه ينعكس على كله.
ولا يخفى علينا أن الجهاز المناعي هو مصدة الأمراض الصحية، ولكن القليل فقط من يعرفون أن ثمة جهازًا مماثلًا يساعدك على التصدي للأمراض النفسية، هُنا نعرفك عن نفسك وصحتك أكثر، ونكشف لك مزايا ما كنت تدركها من قبل، هنا نحاول تبسيط التعقيد لمساعدتك على تعزيز مناعتك النفسية.
مؤلف كتاب الجهاز المناعي النفسي: قوة وإبداع
د. ناصر محي الدين ملوحي: هو طبيب واختصاصي واستشاري وباحث علمي ومؤلف، حصل على شهادة الطب البشري من جامعة دمشق عام 1985، تخصص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق في عام 1989، وفي عام 2019 حصل على شهادة البورد السوري في المجالات نفسها، حاضر في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية والطبية العامة والتخصصية.
من أشهر مؤلفاته:
الطب العمراني.
الطب النفسي الجسمي.
سرقات آينشتاين العلمية.
سياسة تلفيق الداء لتسويق الدواء.