آلية الجهاز المناعي النفسي
آلية الجهاز المناعي النفسي
الكائن الحي مبرمج على أن يتصدى تلقائيًّا لكل ما يزعجه بما يعرف بـ”فاعلية مُكافِئة تُصلح الإزعاج”، وأهم هِبات الجسم البشري هي قدرته على تحويل القوى السلبية إلى قوى إيجابية، وذلك على حد قول “ألفِرِد أدْلر”. والحقيقة أن هذه العملية المعقدة والمتداخلة يمكن تبسيطها في كلمة “الموازنة | the process equilibration”، فكلما تعرض الفرد للضغوطات، تطوّرت لديه سلوكيات مضادة لتخفف عنه وتحقق أثر التوازن في نفسه، لكي يكون قادرًا على الاستمرار في العيش.
فبعد شعور الإنسان بالاضطراب يبدأ هذا الاضطراب بإطلاق بعض التنظيمات الباعثة على التكيف، وهو الهدف النهائي لحالة الموازنة، وعدم القدرة على الموازنة تظهر بالتزامن على هيئة أعراض سيكوماتية مُمْرضة كقرح الجهاز الهضمي، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات نفسية كالقلق واجتماعية كالخلافات العائلية.
ويتجه علماء النفس من تلاميذ “بيجيه” إلى أن عمليات التعلم عند الإنسان تستند إلى “الفهم” ومقارنة وضعٍ سابق بوضعٍ حالي، يكون نتاج هذه المقارنة هو “الاعتراف بالنفي”، وهذا كله وليد قدرات عقلية يكتسبها الفرد عبر مراحل حياته، ويتم تشكيلها حسب مراحل نضجه ومعطيات بيئته التي تعتبر أكثر تطورًا عند الإنسان من سائر الكائنات.
كما أن عملية “الفهم” تخضع لـ”النظام المعرفي” الذي يشمل كل أنواع المواقف والمبادئ التي يتبناها الفرد، وظروف نشأته والمعلومات التي يكتسبها على المستوى الشخصي، وكل هذه العوامل تُفسّر بوضوح سبب وجود “فروق فردية” في ردود أفعال الأشخاص على أوقات الضغوطات.
الفكرة من كتاب الجهاز المناعي النفسي: قوة وإبداع
جميعنا نعرف أن الجسم البشري من الناحية التشريحية والفسيولوجية هو نتاج تحالف مجموعة من الأجهزة المتعلقة بالصحة الجسدية: جهاز عصبي، وتنفسي، وهضمي، وعقلي، وقلبي وعائي، ومناعي. والحقيقة أن الجسد البشري متشابك بطريقة معقدة ومركبة جدًّا، لدرجة تجعل أي خلل في جزء من بعضه ينعكس على كله.
ولا يخفى علينا أن الجهاز المناعي هو مصدة الأمراض الصحية، ولكن القليل فقط من يعرفون أن ثمة جهازًا مماثلًا يساعدك على التصدي للأمراض النفسية، هُنا نعرفك عن نفسك وصحتك أكثر، ونكشف لك مزايا ما كنت تدركها من قبل، هنا نحاول تبسيط التعقيد لمساعدتك على تعزيز مناعتك النفسية.
مؤلف كتاب الجهاز المناعي النفسي: قوة وإبداع
د. ناصر محي الدين ملوحي: هو طبيب واختصاصي واستشاري وباحث علمي ومؤلف، حصل على شهادة الطب البشري من جامعة دمشق عام 1985، تخصص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق في عام 1989، وفي عام 2019 حصل على شهادة البورد السوري في المجالات نفسها، حاضر في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية والطبية العامة والتخصصية.
من أشهر مؤلفاته:
الطب العمراني.
الطب النفسي الجسمي.
سرقات آينشتاين العلمية.
سياسة تلفيق الداء لتسويق الدواء.