مفهوم المناعة النفسية
مفهوم المناعة النفسية
يُعرف الجهاز المناعي النفسي على أنه التصدي لأي خلل في الصحة النفسية، وينعكس غياب هذه المناعة النفسية بالسلب على الصحة الجسدية، ويزعزع العلاقات الاجتماعية، ومن ثم يجعل الإنسان يدور في حلقة مفرغة من المعاناة، فمثلًا عند تعرض الشخص لمثير نفسي كحزن أو غضب، أو عامل اجتماعي كالمشكلات الأسرية، أو ضغوطات اقتصادية توصله إلى التوتر والانزعاج وعدم الاستقرار، يفشل جهازه المناعي النفسي في السيطرة على الوضع، فيتطور الأمر ليمس عمل الهرمونات والأعصاب الذي يظهر في صورة اختلال فسيولوجية الأجهزة الحيوية، التي من ضمنها الجهاز المناعي الجسدي الذي يعتبر ضعفه بوابة لهجوم الأمراض بمختلف مسبباتها، وبذلك تكون معاناة الشخص المرضية جسدية ولكن من أصل نفسي.
حسب مدرسة الإشراط الكلاسيكي لمؤسسها “بافْلوف” يُفترض أن الجسد يقوم بسلوكيات يتعلمها تدريجيًّا مع الوقت تساعده على التخلص من الضغط، يُسميها “الانجراف الغريزي | Stinctial Drift” وتظهر في أفعال تلقائية، مثل نبش الدجاج للأرض، أو ظاهرة “تجنب الطعم | Bait shyness”.
يعتبر بناء الثقة بالنفس وتعزيزها هو الدلالة الأولى لجهاز مناعي نفسي قوي يعكس قوة النظام التربوي والتعليمي وتماسكه. وأهم مقومات قوة الجهاز المناعي النفسي هو التفكير بإيجابية، ويأتي هذا تباعًا لعدة خطوات تبدأ بتحديد الأهداف وإدراكها بوعي، وفي حالة وجود رغبة متقدة في تحقيقها يتم اتخاذ قرار قاطع يتحمل الإنسان مسؤوليته كاملة، على أن يختار الوقت الإيجابي المناسب للتنفيذ، وخلال مرحلة التنفيذ يسعى لتنمية ذاته والاهتمام بمصالحه الشخصية وأنشطته اليومية، كما يساعده السكون والتأمل اليومي على اكتساب المناعة النفسية.
الفكرة من كتاب الجهاز المناعي النفسي: قوة وإبداع
جميعنا نعرف أن الجسم البشري من الناحية التشريحية والفسيولوجية هو نتاج تحالف مجموعة من الأجهزة المتعلقة بالصحة الجسدية: جهاز عصبي، وتنفسي، وهضمي، وعقلي، وقلبي وعائي، ومناعي. والحقيقة أن الجسد البشري متشابك بطريقة معقدة ومركبة جدًّا، لدرجة تجعل أي خلل في جزء من بعضه ينعكس على كله.
ولا يخفى علينا أن الجهاز المناعي هو مصدة الأمراض الصحية، ولكن القليل فقط من يعرفون أن ثمة جهازًا مماثلًا يساعدك على التصدي للأمراض النفسية، هُنا نعرفك عن نفسك وصحتك أكثر، ونكشف لك مزايا ما كنت تدركها من قبل، هنا نحاول تبسيط التعقيد لمساعدتك على تعزيز مناعتك النفسية.
مؤلف كتاب الجهاز المناعي النفسي: قوة وإبداع
د. ناصر محي الدين ملوحي: هو طبيب واختصاصي واستشاري وباحث علمي ومؤلف، حصل على شهادة الطب البشري من جامعة دمشق عام 1985، تخصص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق في عام 1989، وفي عام 2019 حصل على شهادة البورد السوري في المجالات نفسها، حاضر في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية والطبية العامة والتخصصية.
من أشهر مؤلفاته:
الطب العمراني.
الطب النفسي الجسمي.
سرقات آينشتاين العلمية.
سياسة تلفيق الداء لتسويق الدواء.