التقييم والتحليل
التقييم والتحليل
عند الانتهاء من الفحص الأَوَّلِي يأتي دور الفحص الشامل، ولبلوغ تلك العملية انظر إلى الناس من حولك وتأمل أوجه التشابه والاختلاف بينهم، وقد تفعل ذلك إما بالمراقبة وإما بطرح التساؤلات، وينبغي عند التأمل أن تبعد كل الأحكام المسبقة والصور النمطية التي في ذهنك حتى تستطيع أن ترى الصورة واضحة، فلا ترى ما تريد رؤيته ولكن ترى الحقيقة كما هي، ومن ثم تستطيع الوقوف على أيٍّ من تلك الحركات يحوي قيمة أكبر، وذلك كي تتمكن من الوقوف على موطن الاضطراب أو القلق، ولكن كيف يمكن أن نعرف إذا كان فعل هذا الشخص يعد اضطرابًا فعلًا أم إن هذه طبيعته؟ هنا يأتي دور وضع إطار عام من خلال المراقبة والسؤال، إذ ينبغي عند وضع الأطر العامة، أن تسأل أسئلة تتطلب أجوبة طويلة، وتستخدم بديهتك وأحاسيسك، ويجب كذلك أن تضع الاختلافات الثقافية والمكانية موضع الحسبان، ويفضل أن تستخدم هذه الأطر وقت الحاجة كيلا يشعر من حولك بعدم الارتياح لك.
وحينما نضع الأطر العامة نستطيع منها معرفة الحالة المزاجية للمرء ومدى حيويته، كما نتعرف على طبيعة تلك الحيوية وهل هي مقيدة أم غامرة -أي تبدو في كل أنحاء جسده- وهل تلك الحيوية تركز على داخل الجسد أم خارجه؟ ويعرف ذلك بجوهر النظرة الشاملة التي تتضمن الطاقة والاتجاه والتركيز، ومثال على ذلك: عندما يكون المرء مرتبكًا، تكون طاقته منخفضة واتجاهه مشتتًا وتركيزه داخليًّا، أما لو كان المرء فرحًا فتكون طاقته مرتفعة، وتركيزه خارجيًّا واتجاهه محددًا، وهكذا تستطيع أن تربط بين الحالة المزاجية ووضعية الجسد وعلاقتها بالثقافة، أي يجب عليك أن تدرك العوامل المؤثرة في حرية وضع الجسد وكذلك الطاقة والمرونة والحركات وكل العناصر الأخرى المتعلقة بوضعية الجسد بدءًا من أصغر مجموعة إلى أكبرها، من المسافة بين المتحاورين والمدة والحركة ونبرة الصوت، كما أن بناءً على درجة الصوت يمكنها تحديد مشاعر الفرد، وينبغي ألا تغفل في أثناء الفحص عن تصفيف الشعر والزينة التي يرتديها المرء.
الفكرة من كتاب أستطيع أن أقرأك مثل كتاب.. كيف تلاحظ الرسائل والانفعالات التي يعبر الناس عنها بالفعل من خلال لغة جسدهم؟
هل شعرت ذات مرة أن هناك شخصًا لا يريد التقرب منك من خلال لغة جسده؟ وهل رأيت مرةً أحد الأشخاص يعقد ذراعيه في أثناء حديثه معك فشعرت بأنك منبوذ؟ كيف تتبين من صحة شعورك هذا؟ وكيف يمكنك التحكم في لغة جسدك؟
إننا عندما نتحدث عن لغة الجسد تتبادر إلى أذهاننا قدرتنا على قراءة ما خلف الفعل، والإشارات غير اللفظية، ونبدأ بتصور أن بإمكاننا اتخاذ تلك اللغة لغةً موثوقة نوقعها على كل شخص، فمن المنتشر عند الناس مثلًا أن من يعقد يديه يُنشئ حاجزًا بينه وبين من يخاطبه، فهل هذا الكلام صحيح أم إن هناك بعض السياقات الأخرى التي يجب الأخذ بها للوصول إلى هذا الحكم؟
يصحبنا الكاتب لاكتشاف لغة الجسد، لا عن طريق التلقين، بل عن طريق التأمل في كل من الثقافة والحالة العامة للفرد والسياق، فأنت لن تستطيع الوصول إلى قراءةٍ صحيحةٍ لكتاب من خلال عنوانه فحسب، بل يجب عليك فحصه والاطلاع على عناوينه، فلذلك عند قراءتك للغة الجسد عليك بالفحص والتقييم والتحليل، وأخيرًا يكون اتخاذ القرار، وكل هذا سنعرفه في كتابنا.
مؤلف كتاب أستطيع أن أقرأك مثل كتاب.. كيف تلاحظ الرسائل والانفعالات التي يعبر الناس عنها بالفعل من خلال لغة جسدهم؟
جريجوري هارتلي: محقق ومحاضر، لديه عديد من الندوات التي تحلل الأعراض السلوكية، كما يعمل في الجيش الأمريكي، وحصل على جوائز عدة جراء إسهاماته في ارتقاء مستوى استخبارات الجيش، ووجهة نظره الثاقبة في أمور الكيفية والسببية.
ماريان كارينش: مؤلفة وحاصلة على شهادة البكالوريوس والماجستير في الدراما ولغة الكلام من الجامعة الدينية الأمريكية بواشنطن، كما تولت مسرح المحترفين في بداية حياتها الوظيفية.
ولهما عديد من المؤلفات ومنها:
كيف تكشف الكذاب؟ لماذا لا يقول الناس الحقيقة، وكيف تكشف كذبهم؟
اجعل الناس يفعلوا ما تريد.. كيف تستخدم لغة الجسد لتجذب إليك من تريدهم، وتبعد عنك من لا تريدهم؟
لغة الجسد: كيف تقرأ الأفكار والنوايا الخفية لكل شخص؟