مادي أم موجي

في عام 1690م، فسر “كرِيسْتيَانْ هُوِيجِنْزْ” بمهارة إمكانيَّة تفسير كل ظواهر الضوء بالانتشار الموجي وذلك في كتابه “مقالة عن الضوء”، وتوصل “أُولِ كرِيسْتِينْسِنْ رُويْمَرْ” إلى أن الضوء يحتاج إلى وقت للانتشار وله سرعة كبيرة جدًّا تَمكن من تحديدها، أما فِرِينِلْ فقسم الموجات إلى طولية ومُستعرضة، وحدد أن موجات الضوء مُستعرضة، وفشلت النظرية النيوتنية في تفسير ظاهرة التداخل، ليميل الفيزيائيون إلى النظرية الموجيَّة التي فسرتها، فإذا تقابلت موجتان في اتجاهين متعاكسين، ستلاشي كل منهما الأخرى، لكن النظرية عجزت عن تفسير الأثير -أي الوسط الذي يموج فيه الضوء- فالموجات المستعرضة مثل موجات الماء تصدر من مصدر مادي وهو الماء، ويُمكن الاستدلال على حركتها، فماذا عن الضوء؟

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

بعد سنين وُلد “مَايْكِلْ فَارَادَاي” عام 1791م، وعلى الرغم من تركه للتعليم في سن مُبكرة، أصبح مُساعد هَمْفِرِي دِيفِي أكبر كيميائي إنجليزي، وفي عام 1819م لاحظ الأستاذ الدنماركي “هَانْزْ أُورْستِدْ” تأثير مرور التيار الكهربي في إبرة بوصلة، فكرر دِيفِي وفريقه التجربة مرة تلو الأخرى، وكان انطباع فَارَاداي الأول أن مرور التيار ولد مجالًا مغناطيسيًّا حول السلك، ومن خلال عكس التجربة، تأكد من صحة انطباعه وظهر مصطلح الكهرومغناطيسية. 

وبسبب عدم تلقي فَارَادِي تعليمًا رسميًّا لم يستطع صياغة ما توصل إليه رياضيَّا، لذا لجأ إلى شاب يُدعى جِيمْسْ كلِيرْكْ مَاكْسوِيلْ، الذي نجح في صياغة النموذج الذي يوحد نظريات الكهرومغناطيسية عام 1865م، وفكر في إمكانيَّة حركة دورية من المجال المغناطيسي والمجال الكهربي، إذ يغذي كل منهما الآخر، ليخلق سلسلة من التذبذبات التي تتحول إلى موجة سرمدية، وقد حسب سرعتها ليتفاجأ أنها تساوي سرعة الضوء، أي أن موجات الضوء موجات كهرومغناطيسية.

هل تساءلت قبلًا “لماذا نضع النظريَّة تلو الأخرى؟”، وجه أَلْبِرْتْ آيْنِشْتَيْنْ هذا السؤال إلى نفسه في مقالٍ نُشر في مجلة Scientific American، وكانت إجابته: “إننا نستمتع بالفهم كما نستمتع بالموسيقى، وهذا الاستمتاع يُمكنُك مُلاحظته بشدةٍ في الأطفال”. 

سنتعرف من خلال هذا الكتاب كيف قاد حُب بني الإنسان للفهم والسيطرة إلى الكشف عن خبايا الكون من خلال سرْدٍ تاريخيٍّ قصصيٍّ بسيطٍ.

محمد يحيى: كاتب وباحث مصري، وُلد عام 1992م بمدينة القاهرة، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم الاقتصاديَّة من كلية التجارة جامعة الزقازيق عام 2013م، كما حصل على دبلوم في النظم السياسيَّة والاقتصاديَّة، ودبلوم في الاستثمار والتمويل، ويعمل حاليًّا في مجال الاستشارات الماليَّة، ومن مؤلفاته:

ومضات.
أيام العرب: حكايات وتأريخ ومشاهد.
شقاق العرب: جماجم العرب والرسالة الأخيرة.