خالد مع النبي
خالد مع النبي
أرسل النبي ﷺ خالدًا على رأس ثلاثمائة وخمسين من المسلمين إلى بني جذيمة لدعوتهم للإسلام، وكان من هؤلاء القوم من قتلوا أعمامه في الجاهلية، فتصدى له بعضهم بالسلاح فأمر بإحضارهم وقتلهم رغم تصدي بعض المسلمين له لأن الرسول لم يأمرهم بالقتال، ولما علم النبي ﷺ بذلك غضب وتبرأ مما فعله خالد.
وفي معركة حنين، عندما اجتمعت قبائل من هوازن وثقيف تحت قيادة شخص يُدعى “مالك بن عوف النصري” لقتال المسلمين، خرج النبي ﷺ بنحو ثمانية آلاف من المسلمين للقتال، وجعل خالدًا على طليعة الجيش بمائة فارس، وكان جيش المسلمين في هذه المعركة قليل الحذر والاكتراث بالعدو، وربما ذلك لكثرة عددهم، وكادوا ينهزمون في البداية، ولكن تغير مجرى القتال بعد لحظات، إذ خرج النبي الكريم ﷺ إلى مقدمة الصفوف ثابتًا ومضى في القتال، ونادى في المسلمين فسمعوا وتجاوبوا معه وقاتلوا، وكان بينهم خالد بن الوليد الذي ظل يقاتل حتى سقط بسبب جراحه، وبعد المعركة بارك النبي له وواساه.
وقد كلف النبي ﷺ خالدًا بمهامٍ صغيرة أيضًا، كإرساله على رأس ثلاثين فارسًا لهدم صنم “العزى”، كما شهد خالد مع النبي ﷺ غزوتين لم يحدث فيهما اشتباك، وهما غزوتا الطائف وتبوك.
الفكرة من كتاب عبقرية خالد
قيل إنه أمَّ الناس بالحيرة وقت خلافة أبي بكر الصديق فقرأ من سورٍ شتى، وبعدما سلم قال للناس مُعتذرًا: “شغلني الجهاد عن كثيرٍ من قراءة القرآن”، ولقبه النبي الكريم ﷺ بسيف الله في وقتٍ لم تظهر فيه بطولاته الكبرى، وقد صدق النبي وسبق، هو ابن الوليد المخزومي القرشي الذي أرعب اسمه أكبر دولتين على وجه الأرض في ذلك الوقت، هو صاحب السجل الخالي من أي هزيمة، ومن قال إنه كان دارسًا لفنِّ الحرب؟ بل كان هو صانعُهُ، هو الأمين الذي لم يحمل ضغينةً في قلبِه حتى في عزلِه، هو خالد بن الوليد (رضي الله عنه).
مؤلف كتاب عبقرية خالد
عباس محمود العقاد (1989-1964م): أديبٌ ومُفكر وشاعر مصري، وعضو سابق في مجلس النواب ومجمع اللغة العربية، ألَّف أكثر من مائة كتاب في شتى المجالات، أشهرها سلسلة العبقريات، والفلسفة القرآنية، وأثر العرب في الحضارة الأوروبية، وحياة قلم، ويُعد من أهم كتَّاب القرن العشرين في مصر.