صناعة الإلكترونيات
صناعة الإلكترونيات
عند الحديث عن الصناعات الإلكترونية والتقنيات الرقمية المتطورة، دائمًا ما نتذكر ستيف جوبز وبيل جيتس ومارك زوكربيرج، لكننا نتجاهل آلاف العاملين ومعاناتهم في عملهم لتحويل أفكار هؤلاء العباقرة إلى صناعاتٍ ملموسة، إذ يتعرض معظم العاملين في مجالات الإنتاج الرقمي للتهميش، ويُجبَرون على العمل في غرف ضيقة لساعاتٍ طويلة جدًّا، وفي مقابل أجورٍ زهيدة، بالإضافة إلى افتقار ظروف العمل إلى قواعد السلامة العامة وإجراءات الوقاية، مما يعرضهم طيلة الوقت لاستنشاق المواد السامة وإصابتهم بأمراض خطيرة أو تعرضهم للحرق، كما يحدث في مصانع تجميع الحاسوب في الصين وبنجلاديش، وشركات الإلكترونيات العملاقة مثل IBM وIntel وأبل.
وينتج عن تصنيع الأجهزة الإلكترونية مخاطر كثيرة للإنسان والبيئة، فمواقع الإنتاج الإلكتروني مثل وادي السيليكون بأمريكا تعد أكثر المناطق تلوثًا في العالم، بسبب استخدام معادن تحتوي على كيماويات وغازات سامة، كما تتسبب عمليات إعادة التدوير الإلكتروني في تسرب المواد السامة إلى الأرض والهواء والماء، أيضًا يؤدي إنتاج أعداد مهولة من الهواتف الخلوية والحواسيب غير القابلة لإعادة التدوير إلى تراكم كميات هائلة من النفايات الإلكترونية، التي تحتوي على مواد مسرطنة كالزرنيخ والزئبق والرصاص، تسبب الإصابة بعيوب خلقية واضطرابات عصبية. وعلى الرغم من وجود لوائح قانونية تجرم هذه الانتهاكات، فإن شركات الإلكترونيات أصبحت تصنع منتجاتها في الدول الجنوبية الفقيرة التي تتساهل مع هذه الانتهاكات، كما أن الأجهزة التي تُصنَّع من المواد المُعاد تدويرها بشكل غير قانوني، فتكون أكثر سُمِّية من الأجهزة الحديثة، والتي تُصدَّر إلى الدول النامية والفقيرة.
الفكرة من كتاب الحياة الرقمية: الثقافة والسلطة والتغير الاجتماعي في عصر الإنترنت
الثورة التقنية هي الثورة الرابعة في وسائل إنتاج المعرفة، وقد تبعت الثورات الثلاثة في اللغة والكتابة والطباعة، وأحدثت في مجتمعاتنا تغيرات وتطورات هائلة أربكت عقولنا، فبعض الأشخاص متيمون بالتقنيات الرقمية الحديثة وقدراتها العظيمة، وآخرون يشعرون بالذعر من كونها بداية نهاية العالم الإنساني، لكن معظمنا ما زال يتساءل إلى الآن: هل ستعمل الثورة الرقمية على تحسين حياتنا أم إفسادها؟
إن هذا الكتاب لا يهدف إلى الجزم بإيجابيات التطور الرقمي أو العكس، بل يتعمق داخل التغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية الناتجة عن انغماسنا في العالم الرقمي، كما يلقي الضوء على دور التقنيات الرقمية، كالإنترنت والألعاب الرقمية والتعليم الإلكتروني في حياتنا، ويناقش جوانبها الإيجابية والسلبية كافة بحيادية تامة ،كي نتفادى مخاطرها ونحقق الاستفادة القصوى منها فنجعل عالمنا أفضل.
مؤلف كتاب الحياة الرقمية: الثقافة والسلطة والتغير الاجتماعي في عصر الإنترنت
توماس فيرنون ريد: أستاذ الدراسات الإنجليزية والأمريكية بجامعة واشنطن، وأستاذ زائر بجامعتي يورك وتورونتو، من مؤلفاته:
The Art of Protest.. Culture and Activism from the Civil Rights Movement to the Streets of Seattle.
معلومات عن المترجمة:
نَشْوَى مَاهِر كَرَم الله: حاصلة على الدكتوراه من كلية البنات جامعة عين شمس قسم أصول التربية، ترجمت عدة مؤلفات منها: “خرافة الزعيم القوي”.