استراتيجية الأمن القومي الأمريكي
استراتيجية الأمن القومي الأمريكي
منذ التسعينيات اتجهت أمريكا إلى صياغة استراتيجيات عسكرية جديدة تهدف إلى حماية مصالحها الحيوية وأمنها القومى، فأصدرت عام ١٩٩٩م وثيقة “استراتيجية الأمن القومي لقرن جديد” تضمنت مسوغات العمليات العسكرية الأمريكية، وتصنف كالآتى: المصالح الحيوية وتمس الأراضي الأمريكية ورخاءها الاقتصادي، المصالح القومية وتمس أراضي تمثل لأمريكا أهمية سياسية أو اقتصادية، والمصالح الإنسانية وتتعلق بتعزيز الديمقراطية في العالم.
بعد أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١م أعلنت أمريكا “سياسة الحرب على الإرهاب”، ونالت التأييد الشعبي للتدخل العسكري في أفغانستان، ومنذ ذلك الوقت تعاملت أمريكا مع أي دولة لا تدين الإرهاب على أنها تهديد رسمي للأمن القومي الأمريكي.
ثم ظهر توجه جديد في الأيديولوجية العسكرية لأمريكا عندما صدرت وثيقة “استراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة عام ٢٠٠٢”، التي كانت الأساس في تحويل الاستراتيجية العسكرية من حالة الدفاع المستكن إلى الحرب الوقائية، وتكمن خطورة هذه الاستراتيجية في مخالفتها القانون الدولي، فهي تعطي أمريكا شرعية شن الحروب دون الحاجة إلى موافقة أعضاء مجلس الأمن في الحالات التي تراها تهديدًا للسلم الدولي، والتي يمكن أن تنطوي على معلومات مضللة مثلما أشاعت عن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، كما أن الحرب الوقائية تندرج تحت قائمة جرائم الحرب لما ينتج عنها من مجازر بشرية كما حدث في كوبا ونيكاراغوا. ولكن أنصار الحرب الجمهوريين والديمقراطيين رأوا أن الحرب الوقائية والتدخل العسكري المكثف أكثر تأثيرًا من القوانين الدولية في حماية مصالحها الحيوية وبسط الهيمنة العالمية، كما أن هيبة أمريكا تخول لها تجاهل القانون الدولي.
الفكرة من كتاب الفكر السياسي والاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية
هذا الكتاب دراسة لظاهرة سياسية فريدة من نوعها، وهي ارتقاء أمريكا من مجتمع غير حضاري، نشأ من هجرات بشرية غير متجانسة فكريًّا أو حضاريًّا أو ثقافيًّا، إلى إمبراطورية وقوة عالمية ليس لها نظير. ويناقش الكتاب دور العقيدة الدينية للمؤسسين الأوائل في نشأة الفكر السياسي الأمريكي، كما يتناول تحليل النزعة البراغماتية للشخصية الأمريكية ومدى تأثيرها في سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية. ويتتبع الكتاب التوسعات الأمريكية داخل القارة وخارجها في مسيرتها للهيمنة العالمية، والتحديات التي واجهتها، ومدى تأثير ذلك في صياغة العقيدة العسكرية الأمريكية لحماية أمنها القومي.
مؤلف كتاب الفكر السياسي والاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية
الدكتور عبد القادر محمد فهمي: ولد عام 1951 في بغداد، عمل أستاذًا للعلاقات الدولية والاستراتيجية في كلية العلوم السياسية جامعة بغداد، وهو عضو في الجمعية العربية للعلوم السياسية، وله العديد من البحوث والدراسات في مجال اختصاصه، منها:
“النظام السياسي الدولي: دراسة في الأصول النظرية والخصائص المعاصرة“.
“النظام الإقليمي الشرق أوسطي: الإشكاليات الفكرية والمنهجية“.
“الصراع الدولي وانعكاساته على الصراعات الإقليمية“.