إسلام ابن الوليد
إسلام ابن الوليد
أسلم خالد بن الوليد بعد صلح الحديبية ومعه رفيقاه عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة (رضي الله عنهم)، وكان ذلك في العام الثامن للهجرة، ورحب به النبي ﷺودعا له، وبلا شك فقد كان إسلام خالد بن الوليد ورفيقيه سببًا كبيرًا وبدايةً لفتح مكة التي دخلها المسلمون آمنين، والتي لم يحدث فيها قتال إلا من قِسم خالد لمَّا تصدى له بعض المشركين وشهروا في وجهه السلاح فهاجمهم وقتل منهم قرابة الثلاثين.
وقد لقَّبه النبي بـ”سيف الله” قبل إنجازاته الضخمة التي حقَّقها بعد وفاته ﷺ بكثير، وكأنه كان الوحيد الذي علم ما سيصل إليه، أما عن أولى المهام الكبرى التي شارك خالد فيها فهي وقعة مؤتة بعدما قتل المشركون الوفد الذي أرسله النبي ﷺ لهم لدعوتهم إلى الإسلام، فجهَّز النبي ﷺ جيشًا من ثلاثة آلاف مقاتل بقيادة زيد بن حارثة وتطوَّع خالد فيه، وسار جيش المسلمين واصطدم بحصن تابع للغسانيين -عرب موالين للروم- في مؤتة.
وتواجه الجيشان في معركة شديدة حتى قُتل قادة المسلمين، وحدث أن تولى القيادة بعدهم خالد بن الوليد، ولأن المعركة لم تكن متكافئة فكان أفضل قرار له هو الارتداد المأمون، فرأى أن أفضل طريقة لتنفيذه هو أن يرى العدو أنه لا ينوي التراجع إنما ينوي الهجوم، وقام بتبديل مواضع الجنود حتى يظن العدو أن مددًا جديدًا قد جاء للمسلمين فتقل عزيمتهم ويظنون أنهم سيُحاصرون، فاستغل ذلك واستطاع العودة بجيشه إلى المدينة، وعُرف منذ ذلك اليوم بـ”سيف الإسلام”.
الفكرة من كتاب عبقرية خالد
قيل إنه أمَّ الناس بالحيرة وقت خلافة أبي بكر الصديق فقرأ من سورٍ شتى، وبعدما سلم قال للناس مُعتذرًا: “شغلني الجهاد عن كثيرٍ من قراءة القرآن”، ولقبه النبي الكريم ﷺ بسيف الله في وقتٍ لم تظهر فيه بطولاته الكبرى، وقد صدق النبي وسبق، هو ابن الوليد المخزومي القرشي الذي أرعب اسمه أكبر دولتين على وجه الأرض في ذلك الوقت، هو صاحب السجل الخالي من أي هزيمة، ومن قال إنه كان دارسًا لفنِّ الحرب؟ بل كان هو صانعُهُ، هو الأمين الذي لم يحمل ضغينةً في قلبِه حتى في عزلِه، هو خالد بن الوليد (رضي الله عنه).
مؤلف كتاب عبقرية خالد
عباس محمود العقاد (1989-1964م): أديبٌ ومُفكر وشاعر مصري، وعضو سابق في مجلس النواب ومجمع اللغة العربية، ألَّف أكثر من مائة كتاب في شتى المجالات، أشهرها سلسلة العبقريات، والفلسفة القرآنية، وأثر العرب في الحضارة الأوروبية، وحياة قلم، ويُعد من أهم كتَّاب القرن العشرين في مصر.