تطور فلسفة العقيدة العسكرية الأمريكية
تطور فلسفة العقيدة العسكرية الأمريكية
انطوى الأساس الفلسفي للعقيدة العسكرية الأمريكية على استراتيجية الأمن القومي وحماية مصالحها الحيوية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ففي فترة الحرب الباردة اعتمدت أمريكا على سياسة الردع والاحتواء وفضلت اللجوء للخيارات الدبلوماسية بدلًا من العسكرية، لما أدركته من الخسائر الفادحة للحروب النووية، في الوقت نفسه اتجهت نحو التطوير التكنولوجي للقدرات العسكرية لمواجهة العدوان الشيوعي.
بدأت هذه العقيدة في التغير بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عندما توغل “تيار المحافظين الجدد” في العمل السياسي الأمريكي منذ الثمانينيات، وتبنوا سياسة استخدام القوة العسكرية خصوصًا في فترة رئاسة بوش الابن، ويرجع السبب في ذلك إلى انتمائهم للعقيدة الطهورية وإيمانهم بالتكليف الإلهي لأمريكا بمحاربة قوى الشر وإنقاذ العالم لتعيده إلى سلطة الله، من خلال ذلك تتضح لنا العقيدة العسكرية للمحافظين الجدد وهي عقيدة تسلطية تسعى إلى حكم العالم والتحكم بمصائر الشعوب.
وقد انتهجت أمريكا هذه العقيدة في سياستها التوسعية، وأصبح لزامًا عليها أن تكون الأقوى عسكريًّا وأن تبادر باستخدام قوتها العسكرية، لتنقية العالم من قوى الشر المتمثلة في الجماعات الإرهابية التي خلفت الاتحاد السوفيتي في عداوتها لأمريكا، ومنذ التسعينيات أصبح الهاجس الأمني المزمن يتحكم في صياغة العقيدة العسكرية الأمريكية، واعتناقها فكرة الحروب الوقائية والضربات الاستباقية خيارًا مثاليًّا لمواجهة كل من يعرقل مسيرتها للهيمنة العالمية، تحت مسمى “مكافحة الإرهاب” لحماية أمنها القومي وإحكام سيطرتها على دول العالم.
الفكرة من كتاب الفكر السياسي والاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية
هذا الكتاب دراسة لظاهرة سياسية فريدة من نوعها، وهي ارتقاء أمريكا من مجتمع غير حضاري، نشأ من هجرات بشرية غير متجانسة فكريًّا أو حضاريًّا أو ثقافيًّا، إلى إمبراطورية وقوة عالمية ليس لها نظير. ويناقش الكتاب دور العقيدة الدينية للمؤسسين الأوائل في نشأة الفكر السياسي الأمريكي، كما يتناول تحليل النزعة البراغماتية للشخصية الأمريكية ومدى تأثيرها في سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية. ويتتبع الكتاب التوسعات الأمريكية داخل القارة وخارجها في مسيرتها للهيمنة العالمية، والتحديات التي واجهتها، ومدى تأثير ذلك في صياغة العقيدة العسكرية الأمريكية لحماية أمنها القومي.
مؤلف كتاب الفكر السياسي والاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية
الدكتور عبد القادر محمد فهمي: ولد عام 1951 في بغداد، عمل أستاذًا للعلاقات الدولية والاستراتيجية في كلية العلوم السياسية جامعة بغداد، وهو عضو في الجمعية العربية للعلوم السياسية، وله العديد من البحوث والدراسات في مجال اختصاصه، منها:
“النظام السياسي الدولي: دراسة في الأصول النظرية والخصائص المعاصرة“.
“النظام الإقليمي الشرق أوسطي: الإشكاليات الفكرية والمنهجية“.
“الصراع الدولي وانعكاساته على الصراعات الإقليمية“.