أبعاد الاستراتيجية الأمريكية بعد الحرب الباردة
أبعاد الاستراتيجية الأمريكية بعد الحرب الباردة
يتمحور البعد الاقتصادي حول الانتقال إلى الاقتصاد الرأسمالي العالمي، وتحويل العالم من مجتمعات إنسانية إلى مجتمعات استهلاكية، ومن أهم مؤسساتها “منظمة التجارة العالمية” التي ألغت الحدود الجغرافية بين أعضائها ووسعت نطاق التجارة عالميًّا عن طريق “اتفاقية الجات”، التى خفضت الرسوم الجمركية وفتحت الأسواق التجارية وحررت السلع والمنتجات التي أغرقت المجتمعات الاستهلاكية، مما يخدم الدول المصنِّعة وأولها أمريكا.
أما البعد الثقافي فقد اعتمدت على عملية “الإحلال الثقافي” لطمس الهوية الثقافية للمجتمعات، المتمثلة في اللغة والتاريخ والعادات والتقاليد واستبدالها الثقافة الأمريكية بها، ليتحولوا إلى مجرد تابعين لأمريكا ومن ثم تضمن ولاءهم. واستغلت أمريكا في عملية الغزو الثقافي احتكارها لوسائل الاتصال والدعايا العالمية والتفوق التكنو-معلوماتى لها، والأقمار الصناعية التي لم تقتصر مهمتها فقط على نشر المعلومات، بل إنها وسيلة مراقبة فعالة لتعزيز الهيمنة الأمريكية.
وأخيرًا البعد العسكري وهو امتلاك أمريكا قوة عسكرية فائقة لحماية مصالحها الحيوية بالإضافة إلى تطوير أدواتها العسكرية من النمط التقليدي إلى أنظمة تسليح تعتمد على نظرية الاشتباك الآمن بما تمتلكه من قدرات قتالية فائقة في الدقة وحجم الدمار. من ثم ظهرت أنماط جديدة لأنظمة التسليح يتم توجيهها بالأقمار الصناعية والمنصات الفضائية ويمكن تزويدها بالوقود جوًّا، وتستهدف أهدافًا عدة في الضربة الواحدة، كحاملات الطائرات التكتيكية والقاذفات الأمريكية الخفيفة وطائرات الرصد والإنذار المبكر “الأواكس وجى ستارس”، من هنا تتمثل أهمية الأقمار الصناعية في أنظمة التسليح وتحديد المواقع ومسح الخرائط لزيادة فرص الانقضاض على العدو وتدميره بسهولة.
الفكرة من كتاب الفكر السياسي والاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية
هذا الكتاب دراسة لظاهرة سياسية فريدة من نوعها، وهي ارتقاء أمريكا من مجتمع غير حضاري، نشأ من هجرات بشرية غير متجانسة فكريًّا أو حضاريًّا أو ثقافيًّا، إلى إمبراطورية وقوة عالمية ليس لها نظير. ويناقش الكتاب دور العقيدة الدينية للمؤسسين الأوائل في نشأة الفكر السياسي الأمريكي، كما يتناول تحليل النزعة البراغماتية للشخصية الأمريكية ومدى تأثيرها في سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية. ويتتبع الكتاب التوسعات الأمريكية داخل القارة وخارجها في مسيرتها للهيمنة العالمية، والتحديات التي واجهتها، ومدى تأثير ذلك في صياغة العقيدة العسكرية الأمريكية لحماية أمنها القومي.
مؤلف كتاب الفكر السياسي والاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية
الدكتور عبد القادر محمد فهمي: ولد عام 1951 في بغداد، عمل أستاذًا للعلاقات الدولية والاستراتيجية في كلية العلوم السياسية جامعة بغداد، وهو عضو في الجمعية العربية للعلوم السياسية، وله العديد من البحوث والدراسات في مجال اختصاصه، منها:
“النظام السياسي الدولي: دراسة في الأصول النظرية والخصائص المعاصرة“.
“النظام الإقليمي الشرق أوسطي: الإشكاليات الفكرية والمنهجية“.
“الصراع الدولي وانعكاساته على الصراعات الإقليمية“.