نشأة خالد وعداؤه للإسلام
نشأة خالد وعداؤه للإسلام
يُرجَّح أن خالد بن الوليد وُلد في سنة أربعة وثلاثين قبل الهجرة، وعُرف عن أبيه الوليد بن المغيرة كثرة ثرائه، والتفاخر بكرمه، وفَهمه لمعاني الكلام، حتى إنَّه لما سمِعَ النبي ﷺ يقرأ آياتٍ من القرآن ذُهِل حتى ظنَّ قومُه أنه أسلمَ، ولقد تحدث عنه القرآن الكريم في غير موضع، وكان أشدَّ الناس عداءً للإسلام، وظل على عدائه حتى مات في معركة بدر، أما أُمُّه فهي لبابة بنت الحارث الهلالية، وهي أخت أمُّ المؤمنين “ميمونة” زوج النبي.
عُرف عن خالد مشابهته لعمر بن الخطاب (رضي الله عنه) لوجود نسب بينهما، فقد كان طويل البنية، عظيم الجسم والهامة، تميل بشرته إلى البياض، ورغم ثرائه وثراء عائلته، فقد عوَّدَ نفسَه الحياة الخشنة، وكان خالد في بداية الأمر مُعاديًا للإسلام، ففي معركة أُحُد تولَّى ميمنة المشركين وحوَّل هزيمتهم إلى انتصار على المسلمين لاستغلاله مخالفة الرماة لأوامر النبي ﷺ ونزولهم من أماكنهم.
كما اشترك في وقعة الأحزاب التي عُرفت بشدِّتها، وكاد المسلمون أن ينهزموا فيها لولا يقظة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، وهُبوب الرِّياح التي عَصفت ببيوت أحزاب قريش والمذكورة في القرآن الكريم، كما تصدَّى خالد للنبي ﷺ مرةً أخرى في سنة الحُديبية عندما خرج النبي مع المسلمين للعمرة لا للقتال، فندبَ المشركون خالدًا مع بعض الفرسان للقائه، ولما كان النبي ﷺ في طريقه هو ومن معه حانت صلاة الظهر فصلَّى بأصحابه، فكاد خالد أن يُغير عليهم لولا نخوة الفروسية التي منعته من العدوان على المسالم.
الفكرة من كتاب عبقرية خالد
قيل إنه أمَّ الناس بالحيرة وقت خلافة أبي بكر الصديق فقرأ من سورٍ شتى، وبعدما سلم قال للناس مُعتذرًا: “شغلني الجهاد عن كثيرٍ من قراءة القرآن”، ولقبه النبي الكريم ﷺ بسيف الله في وقتٍ لم تظهر فيه بطولاته الكبرى، وقد صدق النبي وسبق، هو ابن الوليد المخزومي القرشي الذي أرعب اسمه أكبر دولتين على وجه الأرض في ذلك الوقت، هو صاحب السجل الخالي من أي هزيمة، ومن قال إنه كان دارسًا لفنِّ الحرب؟ بل كان هو صانعُهُ، هو الأمين الذي لم يحمل ضغينةً في قلبِه حتى في عزلِه، هو خالد بن الوليد (رضي الله عنه).
مؤلف كتاب عبقرية خالد
عباس محمود العقاد (1989-1964م): أديبٌ ومُفكر وشاعر مصري، وعضو سابق في مجلس النواب ومجمع اللغة العربية، ألَّف أكثر من مائة كتاب في شتى المجالات، أشهرها سلسلة العبقريات، والفلسفة القرآنية، وأثر العرب في الحضارة الأوروبية، وحياة قلم، ويُعد من أهم كتَّاب القرن العشرين في مصر.