اضطرابات الهوية الجنسية
اضطرابات الهوية الجنسية
أحيانًا تتطور مرحلة الارتباك ويصل الطفل إلى مرحلة الاضطراب في الهوية الجنسية ببلوغه سن المراهقة، وتظهر بعض العلامات في سلوكه كإشارات على عدم رضاه بجنسه الحالي والرغبة في تغييره، مثل محاكاة تصرفات أو ارتداء ملابس أنثوية، أو الميل لتشكيل علاقات مع الفتيات عوضًا عن أقرانه الذكور، كذلك الهرب من أي تواصل أو نشاط بدني رياضي.
من سلبيات مرحلة الاضطرابات أنها تزيد من وحدة الطفل وانعزاله، ويظهر عليه القلق والاكتئاب بصورة أكبر من أقرانه،كذلك يزيد الاضطراب عند البلوغ من احتمالية انحراف الصبي تمامًا إلى الشذوذ وإصابته بسلسلة من الأمراض الجسدية والنفسية لا حصر لها، ولكن لم يفت الأوان بعد للتدخل.
تكمن صعوبة التدخل العلاجي في سن المراهقة في اتسام تلك المرحلة العمرية بالعنفوان الجسدي والعاطفي، وفي ظل انفتاح معلوماتي كبير في عصر السوشيال ميديا الذي يقع المراهق تحت تأثيره، أصبحت موضة العصر تصوير حركات الشواذ وجمعياتهم على أنها تناضل ضد قوى الظلام والاستبداد وتدافع عن الحرية الإنسانية، كل ذلك يتأثر به المراهق الذي يعاني، مع قصورٍ في قدرته على تحديد الصواب بسبب تغيرات النمو، ويقف بمفرده أمام سيل من المواد الإباحية والتشجيع الإعلامي والأبحاث العلمية المشوهة التي تُشجّع على تقبل الشذوذ.
وقد يُقدّم الشواذ على أنهم الفئة الأرقى والأكثر إبداعًا وإحساسًا، وذلك عبر ادعاء أن رموزًا تاريخية مؤثرة كانت تمارس الشذوذ، وتجاهل كل الأبحاث الطبية التي تبين الآثار والأمراض الجسدية والنفسية الناتجة عن ممارسة الشذوذ خصوصًا بين الأطفال، بل وأحيانًا عرقلة أي مشروع طبي علاجي، وغلق الساحات الإعلامية للكيانات الطبية التي لا تعترف بالشذوذ سلوكًا طبيعيًّا.
الفكرة من كتاب الرجولة إنجاز: دليل الآباء لوقاية الأبناء من الشذوذ الجنسي
هل ترغب في تربية أبنائك تربية سليمة؟ ومن منا لا يرغب، ولكن الرغبة وحدها لا تكفي، ففي زمننا تجتاح الصعوبات عملية التنشئة السليمة، وتمتد آثارها إلى تهديد الصحة النفسية والجسدية بل وحتى وجود الطفل نفسه، وأحد أكثر تلك الصعوبات شهرة نتيجة لعوامل معاصرة عديدة خطر الشذوذ الجنسي.
لا يقف الشذوذ أمام الدين فقط بل والفطرة الإنسانية والتاريخ البشري بأسره، مع تصاعد الدعايا الإعلامية وتوغل ذلك الخطر في منصات التواصل الاجتماعي والأفلام والمسلسلات وكل ما يصل إلى أيدي أطفالنا، زادت ضرورة وقايتهم من ذلك الخطر.
ومن الملاحظ أن نسبة الشواذ الذكور أكبر منها في الإناث، وذلك يرجع إلى عوامل سلوكية وتربوية نفسية عدة سنتعرف عليها، وعلى أكبر الأخطاء التي يقع فيها الآباء في تربيتهم للابن.
كيف نحمي أولادنا في المراحل العمرية المختلفة من تأثيرات الشذوذ الجنسي؟ وهل بالفعل يعد الشذوذ الجنسي شيئًا طبيعيًّا كما يروج له، أم استجابة لضغوط سياسية؟ وما الفرق بين الارتباك والاضطراب والشذوذ الجنسي؟ وإذا حدث وأصيب ابني ببعض من تلك المشكلات، ما الذي علي أن أفعله؟ سوف نبني الخلفية العلمية الكافية من الصفر حتى نحمي أولادنا من عالم يهاجم فطرتهم.
مؤلف كتاب الرجولة إنجاز: دليل الآباء لوقاية الأبناء من الشذوذ الجنسي
جوزيف نيكولوسي: عالم نفس سريري أمريكي ولد عام 1947م، مؤسس ورئيس سابق للجمعية الوطنية لأبحاث وعلاج الشذوذ الجنسي، التي قادها لشن حملة علاج إصلاحي للشواذ المرضى، ومحاربة الترويج للشذوذ، قدّم مؤلفات لمساعدة الآباء على حماية أسرهم، من أشهرها:
العلاج الإصلاحي للمثلية الجنسية: مدخل جديد.
دليل الآباء لمنع المثلية الجنسية.
ليندا إمز نيكولوسي: زوجة د.جوزيف، وُلدت عام 1947م، وشاركت معه في بعض مؤلفاته.
معلومات عن المترجم:
ناصر بن مشاري الأومير: مُترجم سعودي الجنسية، من منطقة الزلفي.