ما هو التَّفرُّد؟
ما هو التَّفرُّد؟
في بداية الذكاء الاصطناعي قيل إنه سيبلغ مستوى الإنسان، وقيل إن باستطاعته أن يتخطى حتى مستوى وقُدرات الإنسان، أي سيكون الذكاء الافتراضي ذكاءً حقيقيًّا، ثم تَبعتها أقاويل عن أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ستتمكن من نسخ نفسها، ومن ثم سَيتفوق عددها على عدد البشر، وستعمل الأجهزة على تحسين وتطوير نفسها ذاتيًّا، ويتفوق ذكاؤها على ذكاء الإنسان، وحينها سَتُحل كل المسائل بواسطة أجهزة الكمبيوتر. وأما الآن فَتُثار ضجة كبيرة حول مُصطلح “التفرد”، الذي يعني أن في وقت ما ستكون الآلة أذكى من الإنسان، وهذه الفكرة مُثيرة للجدل ويختلف الناس بشأن مدى قابلية تَحققها بالفعل، ولو افترضنا حدوثها فعلًا، فهل سيكون شيئًا جيدًا أم لا؟
انقسم العلماء بين مؤمنين بالتفرد يرون أن التَّقدم في مجال الذكاء الاصطناعي ربما يَقُود البشرية إلى حل كُل مشكلاتها من حروب وأمراض ومجاعات، وآخرين يرون أن التفرد سيكون سببًا في نهاية البشرية وكذلك الحياة المدنية التي نعرفها، كما استاءت طائفة من العلماء من الأشخاص الذين يتجاهلون تهديدات الذكاء الاصطناعي، ومن التوابع التي قد تقودنا -نحن البشر- إلى أسوأ الاحتمالات. ومن العلماء من أكد أن التفرد يُمكن توقعه ويجب التعامل معه على أنه أمر لا مفرّ منه، وأنه لا بد من وجود عواقب غير معروفة تابعة له، من أهمها احتمال تدمير الحضارات، وحتى تدمير الجنس البشري بأكمله.
ويتوقع المؤمنون بالتفرد أن يحدث تقدم تكنولوجي هائل في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو، وفي الحقيقة هذا التقدم ملموس الآن كما يقول المؤلف، وليس هذا الجديد فقط، فقد مزج الذكاء الاصطناعي وعلم الأعصاب في المُحاكاة الكاملة للدماغ، إذ هدفت هذه المُحاكاة إلى مُحاكاة دماغ حقيقية عن طريقة مُحاكاة مكوناته الفردية، بالإضافة إلى قدرتها على مُعالجة المعلومات، وتهدف نتائج هذه العمليات إلى علاج الأمراض العقلية، مثل: مرض الزهايمر، ومرض الفصام.
الفكرة من كتاب الذكاء الاصطناعي.. مقدمة قصيرة جدًّا
الذكاء الاصطناعي مصطلح ذائع الصيت في عصرنا هذا، فقد أحاطت تطبيقاته بنا في كل مكان، وأثرت في شتى مناحي حياتنا، كما أضاف إلينا قيمًا وتساهيل لا تُقدر بثمن في كل العلوم، وهُنا في هذا الكتاب سنطلع -عن قرب أكثر- على مفهوم الذكاء الاصطناعي، وأهدافه، والمهارات الغريبة القادر على إيفائها، وكذلك أهم المخاوف المرتبطة بمستقبل الذكاء الاصطناعي وما قد تؤول إليه البشرية.
مؤلف كتاب الذكاء الاصطناعي.. مقدمة قصيرة جدًّا
مارجريت إيه بودين: أستاذةُ أبحاثِ العلوم المعرفية بجامعة «ساسكس» البريطانية، حصلَت على درجات علمية في العلوم الطبية والفلسفة وعلم النفس، وتستند أبحاثها إلى هذه التخصُّصات، كما أسهمَت في تطوير أولِ بَرنامجٍ أكاديمي في مجال العلوم المعرفية على مستوى العالَم. تُرجمَت أعمالها إلى عدة لغات، ومن مؤلَّفاتها:
AI: Its Nature and Future.
Artificial Intelligence And Natural Man.
Mind As Machine : A History of Cognitive Science.
معلومات عن المُترجم:
إبراهيم سند أحمد: تخرَّج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية اللغات والترجمة، جامعة الأزهر عام 2012م، تنقل في حياته المهنية بين شركات هامة للترجمة، وعمل في عديد من مجالات الترجمة ومن أهمها: الطب، والقانون، والبرمجة، وتعريب المواقع، يعمل الآن في مؤسسة هنداوي للترجمة، ويتولَّى مسؤوليةَ ترجمة الكتب ضمن فريق المؤسسة.
ومن أهم الكتب التي ترجمها:
التفكير النقدي.
الخوارزميات.
القفل العجيب.