الارتباط بشريك نرجسي ليس مصادفة أو سوء حظ
الارتباط بشريك نرجسي ليس مصادفة أو سوء حظ
يرتبط النرجسي بشريك مُضَحٍّ وطيب وكريم وأخلاقه حسنة ومتمسك بمبادئه وقِيَمه، ولديه رغبة شديدة في مساعدة الضعيف والمحتاج، ويكلف نفسه مسؤولية تغيير الآخرين، ومن مواصفاته أيضًا الاعتمادية وضعف الثقة بالنفس والتنازل عن الحقوق وتقديم مصلحة الآخر على مصلحته.
يُظهر النرجسي في البدء خِصالًا مرغوبة ومثيرة للإعجاب، ويبالغ في الاهتمام بالطرف الآخر والحب والهدايا، وبعد أن يتعلق به ينتقده ويُضعِف ثقته بنفسه ويجعله يعتمد عليه ثم يتركه، ثم يعود مرة أخرى ويقدم حبًّا واهتمامًا ثم يتركه، فيتبدد شعور شريكه بالأمان ويظل مترقبًا تحوله فجأة من المحبة إلى التجريح.
الشخص المشترك في علاقة سامة يشعر باستمرار بالضيق والتعب والحيرة، ولا يمكنه التصرف على حقيقته، إذ يتملكه الخوف والشعور بأن هناك من ينتظر خطأه، ويتغير وينعزل عن الآخرين ويُهمل نفسه ويصبح متوترًا.
يتلاعب النرجسي بالطرف الآخر ويتحكم فيه، فيعاني من الارتباك وجلد الذات، لأن النرجسي يستخدم أسلوبًا يسمى «قصف الحب»، وفيه يؤذي الطرف الآخر ويهينه حتى يقرر تركه والرحيل، فيتغير النرجسي ويصبح لطيفًا وحنونًا حتى يضمن رجوع ضحيته إليه، ويرتبك بشأن علاقته به، ويشعر بالذنب وأنه السبب في تصرفاته المسيئة له فيرجع له ويحاول جاهدًا إرضاءه، فيعود هو إلى طبيعته ونقده وقسوته.
إذًا فالحالة النفسية للشخص هي المؤشر لمعرفة طبيعة العلاقة، عندما يكون الشريك نرجسيًّا يكون الطرف الآخر منزعجًا وضعيفًا وغير سعيد وتستنفد العلاقة طاقته، وتسيطر على تفكيره ولا يتمكن من إنهائها.
الفكرة من كتاب دليل التعافي: كل ما تحتاج معرفته حول الشخصية النرجسية وإعادة بناء احترام الذات
في حين أن العلاقة مع شخص ما قد تزيدنا سعادة وحبًّا لأنفسنا وتهون علينا صعوبات الحياة، قد تجعلنا علاقة أخرى مرتبكين وقلقين ويملؤنا الشعور بالذنب، وتقلل من احترامنا لذواتنا، فنظل في حيرة بين البقاء والرحيل، ويتحول الحب إلى معاناة، عندها قد يكون الطرف الآخر في العلاقة نرجسيًّا، فما الشخصية النرجسية؟ ولماذا يتكرر الاختيار الخاطئ للأشخاص؟ وهل وقوع أحدهم ضحية لنرجسي محض مصادفة؟ هذا ما سنتعرف عليه.
مؤلف كتاب دليل التعافي: كل ما تحتاج معرفته حول الشخصية النرجسية وإعادة بناء احترام الذات
ميرنا المصري: كاتبة لبنانية، ومدربة حياتية، ومدربة في البرمجة اللغوية العصبية واختصاصية علاقات عاطفية، تخصصت في دراستها في الرياضيات، وحصلت على درجة الماجستير من الجامعة اللبنانية، ثم أكملت الدراسات العليا في الوكالة الجامعية الفرنكوفونية في بيروت وجامعة ليون في فرنسا لتضيف إلى شهاداتها درجتي ماجستير، ثم تحولت لدراسة التنمية البشرية وحصلت على إجازة اختصاصية علاقات، وتكتب مقالًا شهريًّا في العلاقات العاطفية في مجلة «noujoum» ولها كتاب آخر بعنوان «ounsa لا تنسى».