النرجس زهرة رائعة، وكذلك رمز لاضطراب
النرجس زهرة رائعة، وكذلك رمز لاضطراب
تشير كلمة «نرجسي» إلى حب الذات المَرَضي والأنانية والتعجرف وعدم الاهتمام بالآخرين، والنرجسية اضطراب في الشخصية، يصعب التعامل مع المصاب به أو إرضاؤه أو التنبؤ بتقلباته المزاجية، يتظاهر هذا الشخص بالمثالية واللطف والأخلاق، ويرغب بشدة في الإعجاب والاهتمام به، ورغم احتقاره للآخرين فإنه ينتظر معاملة خاصة منهم، ويعتقد بأفضليته عن الآخرين، كما أن علاقاته الاجتماعية والعاطفية ليست مستقرة، ويصاب كثير من المصابين به باضطراب البارانويا.
عندما يجتمع النرجسي بالآخرين لا يُتيح لهم فرصة المشاركة في الحديث، ولا يستمع لهم، ويحاول أن يكون هو مركز الحديث، فيتكلم عن تجاربه وإنجازاته وينتظر من الآخرين الصمت والإنصات له باهتمام، وأحيانًا يبدأ في الشكوى وإثارة التعاطف والشفقة وجذب الانتباه مستخدمًا المبالغة والكذب، كأنه يتفوق على الآخرين حتى في الألم، وتَهُون أي معاناة غير معاناته، النرجسي أيضًا يستحقر الآخرين وينتقدهم باستمرار ويعمم أحكامه عليهم، واستحقاقه غير منطقي ومرتفع بدرجة كبيرة، فهو يعتقد أنه الوحيد الذكي والجدير بالاهتمام والمستحق للحياة، ويعيش حياته على ذلك الأساس.
لا يتقبل النرجسي النقد والرفض ويثور غضبه إذا حدث ذلك، فهو ينتظر من الآخرين إطاعة أوامره والامتنان لما يقدمه لهم، ولا يتحمل النرجسي المسؤولية في المواقف الصعبة ويلقيها على الآخرين ويلومهم على أخطائه، وهو يحترف الكذب ويكذب بارتياح وثقة، ويستطيع ابتداع أحداث وقصص، ويشكك الآخرين في أنفسهم ويوهمهم أنهم يعانون من مشكلات نفسية، كما يشك في الآخرين ولا يثق بهم.
الفكرة من كتاب دليل التعافي: كل ما تحتاج معرفته حول الشخصية النرجسية وإعادة بناء احترام الذات
في حين أن العلاقة مع شخص ما قد تزيدنا سعادة وحبًّا لأنفسنا وتهون علينا صعوبات الحياة، قد تجعلنا علاقة أخرى مرتبكين وقلقين ويملؤنا الشعور بالذنب، وتقلل من احترامنا لذواتنا، فنظل في حيرة بين البقاء والرحيل، ويتحول الحب إلى معاناة، عندها قد يكون الطرف الآخر في العلاقة نرجسيًّا، فما الشخصية النرجسية؟ ولماذا يتكرر الاختيار الخاطئ للأشخاص؟ وهل وقوع أحدهم ضحية لنرجسي محض مصادفة؟ هذا ما سنتعرف عليه.
مؤلف كتاب دليل التعافي: كل ما تحتاج معرفته حول الشخصية النرجسية وإعادة بناء احترام الذات
ميرنا المصري: كاتبة لبنانية، ومدربة حياتية، ومدربة في البرمجة اللغوية العصبية واختصاصية علاقات عاطفية، تخصصت في دراستها في الرياضيات، وحصلت على درجة الماجستير من الجامعة اللبنانية، ثم أكملت الدراسات العليا في الوكالة الجامعية الفرنكوفونية في بيروت وجامعة ليون في فرنسا لتضيف إلى شهاداتها درجتي ماجستير، ثم تحولت لدراسة التنمية البشرية وحصلت على إجازة اختصاصية علاقات، وتكتب مقالًا شهريًّا في العلاقات العاطفية في مجلة «noujoum» ولها كتاب آخر بعنوان «ounsa لا تنسى».