الخصائص النفسية للجماعات
الخصائص النفسية للجماعات
تتمايز الجماعات عن الأفراد في تغلُّب أثر اللاشعور في معظم قراراتها واتجاهاتها، فهي أقرب إلى التأثر بالمهيجات الخارجية من الأفراد، ولذا فهي متقلبة المزاج نوعًا ما وأفعالها غير مأمونة العواقب، فقد تندفع كالسيل الجارف، وتغضب كالوحش الكاسر، وفي أثناء فورة الاندفاع تلك يكون العقل مُغيبًا إلى حد كبير، كما أن الفرد قد يقبل ببعض الأمور في جماعته النفسية التي ربما رفضها لو كان وحيدًا، فسياسة السير وراء القطيع أحد أبرز المشاهد المتكررة في علاقات الأفراد بالجماعات.
وبسبب تغلب العاطفة الغريزية تكون الجماعات أقرب إلى التصديق المطلق لما تعتقده من رؤى وأفكار، فاللاشعور لا يعرف ملكة النقد ولا التمييز بين الأشياء المختلفة، ناهيك عن الثقة المبالغ فيها الناتجة عن تغييب العقل نوعًا ما في القانون النفسي للجماعات، وربما هذا أحد أسباب انتشار الشائعات والخرافات، حيث تكاد تنعدم حاسة رؤية الأشياء على حقيقتها.
كذلك مما يميز الجماعات عن الأفراد، هذا الفيضان من المشاعر البسيطة سواء كانت سلبية أم إيجابية، فهي لا تعرف التوسط بين الإفراط أو التفريط، فإما اعتقاد جازم وإما نفور مطلق، لذا عندما تستقر الجماعة على أمر ما، يدخل في حمى قانونها النفسي، لذا لا يكون من السهل خلخلة هذا الاستقرار، حيث يتطلب مجهودًا ليس بالهين لتفكيك هذه الطلاسم الفكرية التي ربما لا تكون معقولة في كثير من الأحيان، ونتيجة الشعور المصطنع بالقوة الناتج عن الاجتماع تميل الجماعات في سلوكها إلى التسلُّط وإبراز قوتها وعدم المهادنة، خصوصًا إذا تم المساس بأحد ثوابتها.
الفكرة من كتاب روح الاجتماع
إن الإنسان مدنِي بطبعه، فهو لا يستطيع العيش بمفرده، لذا يضطر إلى الانتظام في جماعات من أجل تأمين احتياجاته المادية والمعنوية على السواء، من هنا كانت الجماعات في حد ذاتها ضرورة..
يسلك الكاتب في هذا الكتاب مسلكًا يرتكز على القواعد العلمية، في دراسة أحوال الجماعات وسبر أغوارها، وكيف تتشكَّل نظرتها إلى الواقع المحيط، كما يدلف إلى قانونها النفسي والعوامل التي تحدِّد قالبها الفكري والشاعري.
مؤلف كتاب روح الاجتماع
غوستاف لوبون Gustave Le Bon: طبيب ومؤرخ فرنسي، يعدُّ من أشهر المؤرخين الغربيين الذين اهتموا بدراسة الحضارات الشرقية والعربية والإسلامية، وُلد في مقاطعة نوجيه لوروترو، بفرنسا عام ١٨٤١م، ودرس الطب، وقام بجولة في أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا، واهتم بالطب النفسي وأنتج فيه مجموعة من الأبحاث المؤثرة عن سلوك الجماعة، والثقافة الشعبية، ووسائل التأثير في الجموع، مما جعل من أبحاثه مرجعًا أساسيًّا في علم النفس، توفي في ولاية مارنيه لاكوكيه، بفرنسا 1931م.
من أهم مؤلفاته:
حضارة العرب.
سيكولوجية الجماهير.
السنن النفسية لتطور الأمم.
روح الثورات والثورة الفرنسية.