طريقة الساعات الأربع
طريقة الساعات الأربع
ثمة شخصيات ناجحة كثيرة مثل “تشارلز ديكنز” و”هنري بوانكاريه” و”إنجمار بيرجمان”، يعملون في مجالات مختلفة تمامًا، ولكنهم يتفقون على حبهم للعمل وتنظيم حياتهم حوله، وبالنظر إلى طريقتهم في العمل من خلال سيرة حياتهم، نلاحظ أنهم كانوا يخصصون فقط أربع ساعات من اليوم للعمل الذي يقررون أنه الأهم، ثم يقضون ما تبقى من اليوم في راحة طويلة يتخللها التنزه وتسلق الجبال ومقابلة الأصدقاء، أو حتى البقاء بصمت منشغلين بالتفكير الهادئ، لذلك كان سبب إنجازاتهم أنهم عملوا على تركيز وقت العمل لساعات محدودة، بدلًا من قضاء أوقاتهم في عمل متواصل حتى الإنهاك، وهؤلاء أيضًا يجب دراسة طريقة راحتهم مثلما نهتم بطريقة عملهم، ونبحث عن العلاقة بين الراحة والعمل في حياتهم.
كان عالم الرياضيات الفرنسي “هنري بوانكاريه” من الذين لفت انتباههم التأثير الكبير للراحة الجيدة في تحسين التفكير، وقد خضع بونكاريه لدراسة طبية عن نفسية العباقرة، أجراها الطبيب النفسي الفرنسي “إدوارد تولوز”، وذكر الطبيب أن بوانكاريه كان مستمرًّا بانتظام على ساعات عمل محددة، فكان ينشغل بالتفكير العميق في عمله خلال الفترة بين الساعة العاشرة وحتى الظهيرة، ثم يعود مجددًا في الساعة الخامسة والسابعة مساءً، أي ما يوازي تقريبًا أربع ساعات من العمل، وقد اشترك معه في تلك الطريقة كثير من علماء الرياضيات بشكل لافت للنظر.
وعندما ننظر إلى الصورة الكلية لأصحاب طريقة الأربع ساعات، نجد أشخاصًا عملوا لآلاف الساعات على مدار حياتهم، فنظن أن في الأمر حدثًا خارقًا أو استنزافًا لوقتهم في العمل المتواصل، ولكن بتدقيق النظر نرى أن هذه الساعات الآلاف جاءت نتيجة تنظيم وتدريب متقن، بتقسيمها على أيام حياتهم لضمان الاستمرارية مع الراحة.
الفكرة من كتاب استرح: لماذا تنجز المزيد عندما تعمل أقل
غالبًا ما تُحدثنا الكتب عن المبدعين والعظماء وطريقتهم في العمل الدؤوب وتنظيم أوقاتهم، ولكن لا تتطرق تلك الكتب إلى دور الراحة في ما حققه هؤلاء من إنجازات وتاريخ، وإن ذكرت الراحة فيُشار إليها على أنها أمر زائد على الحاجة ورفاهية غير لازمة، ولهذا فكثيرون منا يهتمون بالعمل وكيفية تحسينه، دون البحث عن طرائق لتحسين تعاملهم مع أوقات الراحة، ولأننا ندرك أهمية العمل سيكون من الضروري أن نعرف تأثير أوقات الراحة الصحيحة في تطورنا في عملنا وحياتنا على المدى البعيد.
هدف الكاتب أن يساعدنا بهذا الكتاب على منح الراحة مكانتها التي تستحقها بجانب قيمة العمل، ويقدم طرائق عملية لأنواع مختلفة من الراحة مأخوذة من أنماط حياة الشخصيات التاريخية الأكثر إنجازًا وإبداعًا وانضباطًا في حياتهم، والذين ساعد اهتمامهم بالحصول على أوقات للراحة على عيش حياة أكثر رضًا ونجاحًا وإنتاجية، ومهما ذكر من فوائد على المدى القصير للعمل المفرط والتقليل من الحصول على الإجازات، فلن يساوي تأثيراته السلبية، كقصر عمر الحياة المهنية للشخص، وزيادة التشاؤم والقلق ونقص الرغبة في المبادرة الشخصية.
إننا عندما نحصل على حقنا في الراحة لا نكون أصحاء هادئين فقط، بل نكون أكثر إبداعًا وإنتاجية ونعيش حياة مشبعة.
مؤلف كتاب استرح: لماذا تنجز المزيد عندما تعمل أقل
أليكس سوجونج – كيم بانج: مؤسس شركة ريستفول، وأستاذ زائر في جامعة ستانفورد ويعمل مستشارًا في وادي السيليكون، تنشر مؤلفاته في بعض المجلات مثل ساينتفيك أمريكان، وذا أتلانتك، وسلات، وويرد، وأمريكان سكولار.
ومن مؤلفاته المنشورة:
The Distraction Addiction: Getting the information You Need And The communication You Want, Without Enraging Your Family, Annoying Your colleagues, and Destroying Your Soul.
Empire and the Sun: Victorian Solar Eclipse Expeditions.