مشاهير الطفولة والمراهقة
مشاهير الطفولة والمراهقة
في عام 2002م، صوّر مراهق اسمه “رازا” فيديو يقلد فيه بعض مشاهد فيلم Star Wars الشهير، ثم تغاضى عن نشره ونسي الفيديو، ليفاجأ في العام التالي بأنه وقع في يد أحدهم، الذي نشره على الإنترنت، لتتفجر أعداد المشاهدات ويصل عدد التحميلات إلى المليون، عانى رازا صعوبات نفسية بسبب السخرية الجارفة التي تعرض لها، وحصل على تسوية قانونية من ناشر الفيديو، ولكن ذلك لم يوقف انتشاره، حتى وصل إلى 27 مليون مشاهدة.
فقد عانى مشاهير الطفولة اضطرابات ومشكلات دفعت بعضهم إلى الانتحار، وسواء شاركوا في صناعة المحتوى برغبتهم أم استُغلوا من عائلاتهم وأقاربهم فالنتيجة واحدة، يحقق المحتوى الحميمي والخاص أعلى أرقام التفاعل والوصول على منصات التواصل، وخصوصًا محتوى الأطفال، سواء بهدف الاستغلال في نيل الشهرة وتحقيق أرباح مالية، أو مجرد حديث الأمهات عن أطفالهن ومشاركة صورهم، خصوصًا ذات اللحظات المحرجة، التي سيريد الأطفال عند بلوغهم نسيانها بأي ثمن.
يوجد جانب آخر أشد ظلمة، وهو التنمر والابتزاز الرقمي، المستغل للمحتوى الشخصي المنشور أو المشارك من المراهقين، فظهرت مصطلحات مثل إباحية الانتقام، وهي تقاسم غير مُرضٍ للصور الحميمية الشخصية مع آخرين، وحتى لو تغيرت حياة الشخص ورغب في الإقلاع عما كان ينشره ويمارسه، فأرشيف الإنترنت يقمع أية محاولة للنسيان، ولهذا ارتفعت عدة أصوات مطالبة بتشريع قانون يمكّن الفرد من مطالبة منصات التواصل بحذف بياناته كلها وللأبد، وحققت بعض التقدم فصيغت عدة تشريعات أوربية، هدفها حماية الأطفال والمراهقين من ذواتهم القديمة، لا توثيقها.
الفكرة من كتاب نهاية النسيان.. التنشئة بين وسائط التواصل الاجتماعي
كم رغبنا في امتلاك قدرة خارقة لتذكّر كل المعلومات! ولطالما رأينا أن النسيان -خصوصًا في الامتحانات- عدو لدود، ولكن إذا تأملنا النسيان بعيدًا عن السياقات المطالِبة بالتذكر، فسنجد أن لديه عديدًا من الفوائد التي قد تنقذ حياتنا.
النسيان مهم وضروري وسنعلم لِمَ، كما سنعرف كيف تهدده منصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى معرفة مصير ذكرياتنا المنشورة عليها، وإذا أردنا الرحيل أو التغيّر، هل ستغفر لنا منصات التواصل الاجتماعي ما فعلناه سابقًا، أم ستظل تذكرنا؟ وهل توجد طريقة لحذف ما نشرناه للأبد؟ والسؤال الأهم، إذا عجزنا عن النسيان، ما تأثيرات ذلك فينا؟
مؤلف كتاب نهاية النسيان.. التنشئة بين وسائط التواصل الاجتماعي
كيت إيكورن: هي أستاذة مشاركة في دراسات الثقافة والإعلام في مدرسة نيو سكول في نيويورك، تدرس مقررات حول تاريخ الإعلام والنظرية النسوية والدراسات الثقافية، وتمتلك شهادة الدكتوراه في اللغة الإنجليزية من جامعة يورك في كندا، أسست جمعية Fembot، وهي منصة على الإنترنت للدراسات والنشاط النسوي، لتعزيز البحث الحاصل على التخصصات المختلفة والتعاون في دراسات النسوية.
وقد نُشرت أعمالها في عديد من الدوريات الأكاديمية والمجموعات المحررة، فضلًا عن وسائل الإعلام الشعبية مثل صحيفة The New York Times وThe Guardian وThe Nation، ومن بين كتبها:
The Archival Turn in Feminism: Outrage in Order.
Content.
معلومات عن المترجم:
عبد النور خُرَاقِي: مفكر وباحث ومترجم مغربي، يهتم بمجال العلوم الإنسانية والقضايا اللغوية الاجتماعية، ولد في مدينة أحفير في المغرب، ويقيم بمدينة وجدة، حصل على شهادة الدكتوراه في علم اللغة الاجتماعي وعلم التداول الاجتماعي (Socio-Pragmatics) من جامعة محمد الأول عام 2000م، وأتبعها بشهادة الدكتوراه في العلوم الإنسانية من جامعة نيوكاسل البريطانية عام 2003م، وعمل رئيسًا لقسم اللغة الإنجليزية وآدابها في جامعة محمد الأول، وأستاذًا زائرًا في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، ومحكمًا دوليًّا للأعمال المترجمة من اللغتين الإنجليزية والفرنسية إلى العربية بالأمانة العامة لدولة الكويت، وحصل على جائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة عام 2022م، كما ترجم عديدًا من المؤلفات من اللغة الإنجليزية من بينها:
مدخل إلى التنقيب في بيانات العلوم الاجتماعية.
اللغة والهوية.