تاريخ توثيق الطفولة والمراهقة
تاريخ توثيق الطفولة والمراهقة
لنُلْقِ نظرة فاحصة على تاريخ توثيق الطفولة عبر العصور، كانت البداية في القرن السابع عشر في أوربا، حين بدأ ظهور الأطفال في بعض اللوحات الفنية، رغم صعوبة تمييز ملامحهم، كأنهم بالغون بملامح أصغر، واستمر ذلك المنهج في التوسع حتى القرن الثامن عشر، ليُحدِث ظهورُ المطبعة ثورةً كبيرة في كيفية تلقي المعلومات وتبادلها، وتنتشر الكتب التي تتناول القضايا التربوية على نطاق واسع، ولكن ما زال من يتحدث عن الأطفال هم الآخرون الكبار، حتى ظهرت تقنيات التصوير الفوتوجرافي.
أعطت الكاميراتُ الأوليةُ البسيطةُ للعامة القدرةَ على تمثيل الذات، لكن كانت النماذج الأولية غالية وصعبة الاستخدام، فاقتصر وجودها على أيدي أرباب الأسر، الذين دأبوا في توثيق تفاصيل حياة أسرهم اليومية، التي تشمل الأطفال بطبيعة الحال، ولكن بنمو سوق تقنيات التصوير الفوتوجرافي، استُهدف صغار السن بشكل أكبر، باختراع أجهزة أسهل في الاستخدام وأرخص، ليبدأ المراهقون والصغار في الحصول على فرصتهم، وبظهور كاميرات الفيديو، زاد نشاط توثيق الذكريات العائلية، وزاد حجم بصمة الصغار في تمثيل ذواتهم وتشكيل ذكرياتهم، بالإضافة إلى نشأة قطاع أفلام الهواة.
حتى وصلنا إلى العصر الرقمي، وأصبح التوثيق والتمثيل يتطلبان فقط هاتفًا ذكيًّا واتصالًا بالإنترنت، لتُفتح أمام المرء حدود العالم، فلا حواجز أمام المحتوى الذي ينشره، ولا سقف لحدود انتشاره ومشاركته، ليقفز عدد الصور عبر الإنترنت بعام 2000م من 80 مليار صورة إلى نحو تريليون صورة بحلول عام 2015م، وهو ما يعد مؤشرًا إلى هوس في تمثيل وتوثيق الذات، وتغذية منصات التواصل الاجتماعي لتلك الرغبة المحمومة.
الفكرة من كتاب نهاية النسيان.. التنشئة بين وسائط التواصل الاجتماعي
كم رغبنا في امتلاك قدرة خارقة لتذكّر كل المعلومات! ولطالما رأينا أن النسيان -خصوصًا في الامتحانات- عدو لدود، ولكن إذا تأملنا النسيان بعيدًا عن السياقات المطالِبة بالتذكر، فسنجد أن لديه عديدًا من الفوائد التي قد تنقذ حياتنا.
النسيان مهم وضروري وسنعلم لِمَ، كما سنعرف كيف تهدده منصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى معرفة مصير ذكرياتنا المنشورة عليها، وإذا أردنا الرحيل أو التغيّر، هل ستغفر لنا منصات التواصل الاجتماعي ما فعلناه سابقًا، أم ستظل تذكرنا؟ وهل توجد طريقة لحذف ما نشرناه للأبد؟ والسؤال الأهم، إذا عجزنا عن النسيان، ما تأثيرات ذلك فينا؟
مؤلف كتاب نهاية النسيان.. التنشئة بين وسائط التواصل الاجتماعي
كيت إيكورن: هي أستاذة مشاركة في دراسات الثقافة والإعلام في مدرسة نيو سكول في نيويورك، تدرس مقررات حول تاريخ الإعلام والنظرية النسوية والدراسات الثقافية، وتمتلك شهادة الدكتوراه في اللغة الإنجليزية من جامعة يورك في كندا، أسست جمعية Fembot، وهي منصة على الإنترنت للدراسات والنشاط النسوي، لتعزيز البحث الحاصل على التخصصات المختلفة والتعاون في دراسات النسوية.
وقد نُشرت أعمالها في عديد من الدوريات الأكاديمية والمجموعات المحررة، فضلًا عن وسائل الإعلام الشعبية مثل صحيفة The New York Times وThe Guardian وThe Nation، ومن بين كتبها:
The Archival Turn in Feminism: Outrage in Order.
Content.
معلومات عن المترجم:
عبد النور خُرَاقِي: مفكر وباحث ومترجم مغربي، يهتم بمجال العلوم الإنسانية والقضايا اللغوية الاجتماعية، ولد في مدينة أحفير في المغرب، ويقيم بمدينة وجدة، حصل على شهادة الدكتوراه في علم اللغة الاجتماعي وعلم التداول الاجتماعي (Socio-Pragmatics) من جامعة محمد الأول عام 2000م، وأتبعها بشهادة الدكتوراه في العلوم الإنسانية من جامعة نيوكاسل البريطانية عام 2003م، وعمل رئيسًا لقسم اللغة الإنجليزية وآدابها في جامعة محمد الأول، وأستاذًا زائرًا في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، ومحكمًا دوليًّا للأعمال المترجمة من اللغتين الإنجليزية والفرنسية إلى العربية بالأمانة العامة لدولة الكويت، وحصل على جائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة عام 2022م، كما ترجم عديدًا من المؤلفات من اللغة الإنجليزية من بينها:
مدخل إلى التنقيب في بيانات العلوم الاجتماعية.
اللغة والهوية.