كينز بين مطرقة المؤيدين وسندان المعارضين

“الله”.. “الموت”.. “الكتب السماوية” هذه هي المقدسات الثلاثة، وما عداها فهو صنع بشر يخطئ ويصيب، لكن لا بُدَّ من ملاحظة أن الأفكار يجب أن يتم تقييمها في سياقها الزمني والتطور المجتمعي؛ أي في ظل الظروف التي نشأت فيها والجهود المبذولة في ذلك العصر، إذ من الإنصاف أن يتم تقييم أفكار كينز بمعايير عصره لا عصر غيره، فبداية يلاحظ أن كينز وضع الرفاهية المجتمعية هدفًا يحاول الوصول إليه، وكان يغير نظرته في الأمور إذا اتضح له عدم اتساقها، ظهر ذلك من معارضته لأستاذه مارشال رغم تعصبه له فيما مضى.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

لذا نستطيع القول إن الأحداث هي التي وجهت عملية التفكير والحلول التي اقترحها كينز؛ ففي النهاية كان مؤلفه “النظرية العامة” لظروف عصر الثلاثينيات وليس للسبعينيات، فضلًا عن الألفية، يضاف إلى ذلك أن محاولة تحليل العلاقة البينية بين الثالوث المقدس المتمثل في “الأفكار” و”السياسات” و”الأحداث” بالغة التعقيد فهي أشبه بالدائرة المفرغة، كما أن تعقُّد الأحوال وانتقالها من كساد لرخاء لتضخم لكساد مرة أخرى أربك عملية الفكر الاقتصادي ككل؛ فالحل الذي يصلح لحالة منها لا يصلح للأخرى، مما استلزم ضرورة تغيير الأفكار والسياسات تباعًا لكي تتواكب مع الأحداث.

وباختصار هل كانت أفكار كينز خاصةً في كتابه “النظرية العامة” جزءًا من الحل أم المشكلة؟ الإجابة أنها كانت جزءًا من الحل والمشكلة على السواء، فالأفكار في وقتها وتبعًا لما استهدفته من مشكلات كانت حلًّا عبقريًّا للاقتصاد آنذاك، ولكن تعميمها لفترات زمنية لاحقة على الرغم من تطور الظروف والمشكلات الاقتصادية وتجددها أصبحت حينها جزءًا من المشكلة، خاصة إذا وضعنا في الحسبان أن اقتصاديات الدول رغم اشتراكها في الإطار العام نجد أنها متباينة كثيرًا فيما بينها، وما يصلح لإحداها من سياسات ليس بالضرورة أن يصلح لغيرها، فاقتصاد يكتوي بنار التضخم لن يستقيم معه حلول اقتصاد آخر يئن من البطالة، بل حتى الاقتصاد الواحد تختلف أوضاعه من حقبة زمنية لأخرى، ومن ثَمَّ تختلف السياسات اللازمة له لتحقيق نمو اقتصادي مرتفع ومستدام.

“نحن لسنا بحاجة إلى كينز جديد، ولكننا بحاجة إلى كينز القديم معدلًا على نحو ملائم”.. إن الكتاب الذي بين أيدينا ليس مجرد سيرة ذاتية للاقتصادي العظيم جون مينارد كينز، بل يُعدُّ استعراضًا للأفكار الأساسية لأهم مدارس الفكر الاقتصادي، كما يعدُّ محاولة للتحليل الاقتصادي للتاريخ عمومًا، خلال فترة حياة كينز التي عاصرت حدث انتقال عرش سيادة العالم من بريطانيا إلى أمريكا.

روبرت سكيدلسكي Robert Skidelsky: أستاذ فخري في الاقتصاد السياسي بجامعة ووريك، وُلد في الـ 25 من أبريل عام 1939م في مدينة هاربن بالصين.

فاز بجوائز عديدة منها: جائزة وولفسون للتاريخ وجائزة داف كوبر وجائزة جيمس تيت بلاك ميموريال للسيرة الذاتية، وجائزة آرثر روس للعلاقات الدولية وجائزة ليونيل جيلبير للعلاقات الدولية.

من أهم كتبه ومؤلفاته:

السياسيون والركود.

كم يكفي؟ المال والحياة الجيدة.

السيرة الذاتية لجون مينارد كينز.

العالم بعد الشيوعية: جدال لعصرنا.

الاهتمامات والهواجس: مقالات تاريخية.

الآثار الاقتصادية والسياسية لنهاية الشيوعية.