لماذا ستفشل أبل؟
لماذا ستفشل أبل؟
أتى خبر وفاة ستيف جوبز بعد أن سلم مهام المدير التنفيذي لتيم كوك في الخامس من أكتوبر لعام 2011م، أُصيب العالم وقتها بحالة من الحزن على غياب العبقري الذي استطاع إنقاذ شركة أبل من الإفلاس، بل وجعلها من أنجح الشركات ذات منتجات لا مثيل لها في أجهزة أيباد وأيفون، كما تلى وفاته إصدار جهاز أيفون 4 إس الذي يمتاز بالذكاء الاصطناعي للمساعدة الصوتية “سيري”، والذي عمل عليه جوبز بشكل مباشر
توالت بعد ذلك كل أنواع النعايا التي تخلد وفاة جوبز، وفي أثناء ذلك بدأت الأنظار تتحول نحو تيم كوك الذي بدا للجميع أنه سيكون نعمة ولعنة لأبل، فاختيار جوبز له يعني أنه ذو كفاءة وقدرة على تولي الأمور، إذ عمل في أبل لأكثر من عقد وترقى حتى أصبح اليد اليمنى لجوبز من خلال عمله مديرًا للعمليات، أما الخطر الذي خافه الجميع فيكمن في ألا يستطيع كوك الحفاظ على ريادة أبل في السوق في ظل المنافسة الشديدة مع أندرويد، أضف إلى ذلك السمعة التي صحبت كوك لأنه لا يمتلك الرؤية والخيال إذ كان مدير المبيعات، بالإضافة إلى افتقاره إلى الكاريزما التي تحلى بها سلفه ستيف جوبز.
عُنونت هذه المخاوف في كثير من المقالات والمنشورات، منها ما كتبه هافينجتون أن أبل لن تتعافى أبدًا من وفاة جوبز، وأضاف إلى هذا جورج إف كولوني -المدير التنفيذي لشركة فورستر- أن رحيل جوبز جعلها تفقد ثلاثة أشياء، هي: القيادة والكاريزما التي ربطت أقسام الشركة بعضها ببعض وأنتجت أداءً مثاليًّا من موظفيها، والقدرة على المخاطرة الكبيرة، وأخيرًا القدرة على تصور وتصميم منتجات لا مثيل لها، واختتم جورج توقعه بأن أبل ستتحول إلى شركة جيدة مع نقص في قيمة الأرباح وابتكار المنتجات.
في ظل هذا كله كان كوك قلقًا، إلا أن قلقه لم يكن ظاهرًا حتى لأقرب زملائه الذي قال: “كان العالم متوترًا، لكن كوك -وإن كان يجاري العالم قلقه- لم يظهر ذلك على الإطلاق”، هذا الهدوء مكَّن العاملين في أبل من مواصلة العمل بعد وفاة جوبز، وقد أثبت كوك بعدها مميزاته في إدارة الشركة بفاعلية، موضحًا عام 2014م -في مقابلة مع تشارلي روز- أنه لم يتبع أسلوب جوبز في إدارة الشركة، بل إن جوبز لما اختاره كان يعلم أنه لم يكن النسخة المطابقة له حتى يتبع أسلوبه، كل ما فعله كوك للحفاظ على نجاح أبل أنه اتبع أسلوبه الخاص الذي اعتاده في العمل، وقدم إلى أبل النسخة الأفضل من نفسه.
الفكرة من كتاب تيم كوك: العبقري الذي أطلق شركة أبل إلى القمة
يعتقد البعض أن ستيف جوبز هو أفضل مدير تنفيذي مر على أبل، فهو مؤسس الشركة ومنقذها، كما أنه المسؤول عن أكبر التقدمات التقنية من أول جهاز الحاسوب أبل 2 إلى جهاز الماك والأيبود والأيفون والمنتجات العديدة الأخرى، إلا أنه في الحقيقة كان مديرًا تنفيذيًّا سيئًا، فقد أمضى جُل وقته في اختراع منتجات جديدة مع جوني إيف، بينما أوكل إدارة القسم الأكبر من الشركة إلى تيم كوك، فاستحق بذلك أن يكون المدير التنفيذي عندما كان جوبز موجودًا من خلف الكواليس، ثم جعل العالم يشهد بهذا الأمر بعد أن أصبح خليفة جوبز.
مؤلف كتاب تيم كوك: العبقري الذي أطلق شركة أبل إلى القمة
ليندر كاهني: ولد في نوفمبر عام 1965م، وعمل مراسلًا صحفيًّا لدى مجلة Wired News ثم أصبح مديرًا للتحرير بها، كما عمل لدى عديد من الصحف المهتمة بالتكنولوجيا، واشتهر بمدونته (Cult of Mac) المهتمة بالكتابة عن موضوعات أجهزة Apple وMac.
من أهم مؤلفاته:
– Inside Steve’s Brain.
– Jony Ive: The Genius Behind Apple’s Greatest Product
معلومات عن المترجم:
ربيع هندي: مُترجم لدى مركز التعريب والبرمجة، لديه عديد من الترجمات منها:
دائمًا اليوم الأول، كيف يخطط جبابرة التكنولوجيا للبقاء في القمة إلى الأبد.
ثورة نتفليكس في عالم الترفيه والتحليق المدهش للفكرة.
دروس في السعادة يسردها خبير في الاقتصاد.