كيف تغلغلت في وادينا الطيب هذه المواقع؟
كيف تغلغلت في وادينا الطيب هذه المواقع؟
قبل ثورة يناير المصرية بشهور قليلة اختلف كل شيء بانتشار موقع “فيس بوك | Facebook”، وظهرت الصفحات والمجموعات التي تهاجم النظام المصري علنًا لأول مرة، وسلَّمت الصُّحف والبرامج التليفزيونية رقابها لـ”مَارك زوكربِيرج | Mark Zuckerberg”، وباتت تابعة للشاشة الزرقاء، وازداد ارتباط الشعب المصري بالموقع، ولا سيما مع اشتعال الأوضاع السياسية، وارتبط في عقولنا وقتها بالقدرة على التغيير، وبعد انتهاء الموجة وجدنا أنفسنا قد تورطنا، وحتى الآن لم نجد من يُخرجنا.
وظهرت ظواهر غريبة جديدة مثل: العتاب بسبب إهمالنا لمنشورات الآخرين، وانتشار مصطلحات جديدة مثل كلمة “بلوك | Block” التي انتشرت بين الناس، وظهرت الترندات والصيحات الغريبة يوميًّا، وكل ذلك جعل الحديث عن تأثيرها وسلبياتها أمرًا محوريًّا وأساسيًّا في حياتنا، ولا سيما أننا وجدنا أن الجماهير الأصلية لهذه المواقع أصبحوا يشتكون منها.
وكم كان غريبًا أن نرى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية -أقوى دولة في العالم- “دونَالد ترَامب | Donald Trump” يستغيث، ويشكو من الأخبار التي تُطلقها هذه المنصات عليه، ويعلن رغبته في غلقها، والأغرب من ذلك انتصار هذه المواقع عليه وحظرها لحساباته.
وأصبح الولوج إلى السوشيال ميديا إدمانًا تعدّى فكرة إدمان الهاتف، بل أصبح إدمانًا للنزول إلى الأسفل بإصبع وحيد بحثًا عن اللا شيء، كأن الشخص ينتظر المنشور القادم الذي سيجعل حياته أفضل، من دون إدراكٍ لأنه يغرق في تفاصيل أخبار أغلبها سلبي يتحكم فيه صناع المحتوى بخوارزميات تتحكم في ما يرى، ومع ماذا يتفاعل، وتقل فرص عودته، وكل هذا لأننا انغرسنا في هذه المنصات دون استعداد ومعظم ما تعلمناه بالتجربة لم نُطبقه.
الفكرة من كتاب فلسفة البلوك: ما فعلته بنا السوشيال ميديا
كم مرة تلج إلى حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي يوميًّا؟ وكم ساعة تقضي عليها؟ هل تجد نفسك تبحث باستمرار عن الإشعارات أو تشعر بالقلق عندما لا يمكنك الوصول إلى هاتفك؟
إذا كان الأمر كذلك، فأنت لست وحدك؛ في العصر الرقمي اليوم أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولكن ما تأثيرها في نظرتنا إلى أنفسنا وإلى الآخرين؟ وماذا كشفت عنا؟ وكيف تؤثر في صحتنا العقلية وعلاقاتنا؟ هذه هي الأسئلة التي دارت بخلد الكاتب محمد عبد الرحمن، وبدأ يستكشفها عن طريق تأملاته وعمله الصحفي.
وبالنهاية قرر توثيق الأفكار والاتجاهات التي رصدها، في محاولة لتفسير سلوكيات نشطاء هذه المواقع، وتأثيرها في العقول، ويتمنى الكاتب أن يخرج القارئ بالنهاية بمعلومات تؤهله لعيش هذا الزمن وفقًا لقواعده التي يضعها بنفسه، لا التي تُفرض عليه من صانع المنصة.
مؤلف كتاب فلسفة البلوك: ما فعلته بنا السوشيال ميديا
محمد عبد الرحمن: كاتب وصحفي مصري وناقد فني، تخرج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 1997، عمل في عدد كبير من الصحف والمجلات المصرية، ويتولى حاليًّا رئاسة تحرير موقع إعلام دوت كوم.
من أعماله:
الكتاب صفر: كواليس وكوابيس الفبركة الصحفية.
مدينة المليار رأي.