كيف يتحدث كلٌّ من الزوجين إلى الآخر؟
كيف يتحدث كلٌّ من الزوجين إلى الآخر؟
للكلمة الطيبة أثر كبيرٌ وعظيمٌ في نفس كل من الزوج والزوجة، كيف لا وقد جعلها الله تعالى من الصدقات التي يجازي عليها، وقال تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ﴾، فلا يمكن لشخصٍ يسعى لنجاح بيته، إلا أن يجعل لسانه طيبًا وشاكرًا لصنيع زوجه، فإن ذلك يعد من أكبر الدوافع التي تعين كلًّا من الزوجين على الاستمرار في السعي نحو راحة واستقرار أسرتهما، وليتذكرا أيضًا قول النبي ﷺ: “مَنْ لَا يَشْكُرِ النَّاسَ لَا يَشْكُرِ اللهَ”، كما أنه لا بد ألا يقتصر الشكر على مجرد كلماتٍ تُقال، بل يشمل كل فعلٍ يدل عليه ومن شأنه أن يؤلف بين قلبيهما.
ويكون من الكلام الطيب الذي يحبه الزوج والزوجة، أن ينادي كل منهما الآخر بأحب الأسماء إليه، فإن ذلك دلالة حب ومودة بينهما، وقد ورد أن النبي ﷺ كان ينادي زوجته عائشة ويقول: “يا عائش ويا عويش” تدليلًا لها.
وليحرص كل من الزوجين أن يكون الحوار بينهما هادئًا فعّالًا، لا تتخلله كثرة النقد واللوم ولا العصبية والغضب، ولا الجدال لمجرد محاولة كسب المواقف، وقد قال النبي ﷺ: “أَنَا زَعِيمٌ بِبَيتٍ فِي رَبَضِ الجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَلَوْ كَانَ مُحقًّا”.
وليراعِ كل منهما الإصغاء جيدًا لكلام الآخر قبل أن يسرع في التعليق عليه أو مقاطعته، ويتضح ذلك الإصغاء في حرص المستمع على توظيف لغة جسده في تأكيد فهمه لما يقوله ويريد الآخر إيصاله إليه من معنًى أو مقصد.
الفكرة من كتاب مهارات التواصل بين الزوجين
مما لا يخفى على أحد الآن كثرة المشكلات التي تقع في البيوت بين الزوج والزوجة، والتي أرجع علماء الاتصال أسبابها إلى هشاشة مقومات التواصل في الأسرة وبين الزوجين بشكل خاص، إلا أن العلاقة بين الزوجين لا تقوم إلا على مبدأي المودة والرحمة اللذين تحدث الله عنهما في كتابه، إذ قال: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.
مؤلف كتاب مهارات التواصل بين الزوجين
عادل هندي: باحثٌ وكاتبٌ مصريّ، ولد بمصر بمحافظة الغربية في العاشر من شهر مايو عام ١٩٨٤م، وهو يعمل إمامًا وخطيبًا لمسجد بمحافظة الجيزة، كما أن له عدة أنشطة تتعلق بمجال تحفيظ القرآن وإلقاء الدروس والمحاضرات في المساجد والأماكن العامة، ويعمل معدًّا لبعض البرامج التليفزيونية بمصر ودولة الإمارات، وقد حصل على العديد من الجوائز في مجال الأبحاث والمهارات المختلفة، كمهارة كتابة القصة القصيرة وكتابة وإلقاء الشعر والخطابة، ومن مؤلفاته:
فن التواصل الدعوي الناجح.