كيف تجني الشركات والحكومات الأموال من الكوارث والحروب؟
كيف تجني الشركات والحكومات الأموال من الكوارث والحروب؟
إن الكوارث والحروب مساحة لخلق أسواق جديدة، لعمل الشركات التي تهدف إلى تحقيق الربح بغض النظر عن أي اعتبار أخلاقي آخر.
ففي الحروب تنشأ أسواق تغذي الفوضى التي تعم أنحاء البلاد، وفي الكوارث تصبح الدولة مصدرًا خصبًا لاستغلال مواردها من قبل الشركات الأجنبية.
وتوفر هذه الأسواق الجديدة، التي تنشأ من الحروب والصراعات، مجالًا خصبًا لعمل الشركات العسكرية خصوصًا، التي تعمل للحفاظ على مصالح دول العالم الكبرى في الدول المحتلة، دون الخضوع لأنواع الرقابة التي تخضع لها الحكومات.
وتستخدم هذه الشركات العسكرية الخاصة في الأغلب جنودًا سابقين يسعون إلى تحقيق الثراء السريع، ينتقلون إلى أي موضع في أنحاء الأرض يمكن أن يجنوا من خلاله النقود.
كذلك توفر هذه الأسواق الجديدة مجالًا خصبًا لعمل الشركات، التي توفر خدمات تتعلق بالمعلومات، لأن حكومات الدول التي تعمها الفوضى تحتاج إلى الحصول على معلومات محدثة دوريًّا، كي تستطيع الحفاظ على استقرار الدولة، والقضاء على أي بوادر للتمرد، كما أن الشركات الأجنبية التي تمتلك أصولًا تجارية في هذه الدول، تحتاج إلى الحصول على معلومات دورية محدثة، كي تقلل من عامل المخاطرة، والخسائر التي تحدث نتيجة تقلب الأسواق التجارية.
ومن الطرائق التي تستخدمها دول العالم الكبرى للسيطرة على الدول التي تعاني من الكوارث والحروب، إغراق هذه الدول بالمساعدات والمعونات الأجنبية، إذ يذهب معظم هذه المساعدات للسيطرة على مواطن النفوذ في الدولة، وليس كما تدعي الحكومات أن هذه المساعدات غرضها هو تحسين الخدمات العامة المقدمة إلى أبناء الشعب، وإصلاح الآثار السلبية للحروب والكوارث.
الفكرة من كتاب رأسمالية الكوارث: كيف تجني الحكومات والشركات العالمية أرباحًا طائلة من ويلات الحروب ومصائب البشرية
إن التأثير المدمر للرأسمالية في الحياة والبيئة والمجتمع، قد بلغ ذروته في الأيام التي نعيش فيها، فعدم المساواة في الدخول، وتحكم الشركات في سياسات الدول، وانتشار ثقافة السعي وراء المادة والربح، دون الالتزام بالمعايير الأخلاقية، جميعها آثار للنظام الرأسمالي الذي نعيش فيه.
وتمثل الحروب والكوارث التي تحدث في دول العالم، إحدى الأسواق الخصبة لعمل الرأسماليين، إذ تعمل الشركات الأجنبية وحكومات دول العالم الكبرى على استغلال الكوارث والحروب التي تحدث في أنحاء العالم، لجني الأرباح عن طريق استغلال موارد هذه الدول، ثم العمل على إطالة أمد الصراعات فيها، كي تظل مصدرًا لجني الأرباح.
يحتوي هذا الكتاب على قصص لمجموعة من الدول، عانت شعوبها من الآثار المدمرة للرأسمالية، لكنها لم تكن مرئية بما يكفي كي تتحدث عنها وسائل الإعلام الغربية.
مؤلف كتاب رأسمالية الكوارث: كيف تجني الحكومات والشركات العالمية أرباحًا طائلة من ويلات الحروب ومصائب البشرية
أنتوني لوينشتاين: صحفي أسترالي مستقل، ومنتج أفلام وثائقية، يعمل في صحيفة الجارديان البريطانية، كما كتب عديدًا من التحقيقات والتقارير والمقالات لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، وصحيفة The Nation، وقناة الجزيرة الفضائية، وصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، وله فيلم وثائقي حول كوارث الرأسمالية بعنوان Disaster Capitalism.
وله عدة مؤلفات أخرى غير هذا الكتاب، من أبرزها:
The Blogging Revolution.
Loving This Planet: Leading Thinkers Talk About How to Make A Better World.
معلومات عن المترجم:
أحمد عبد الحميد: حاصل على ليسانس الآداب، قسم الصحافة، من جامعة القاهرة، وعضو في منظمة الصحفيين العالمية، عمل محررًا ومترجمًا لدى وكالة الشرق الأوسط المصرية، ووكالة أنباء رويترز، وعدد من الصحف الأخرى.
ترجم عديدًا من الكتب، أبرزها كتاب “الشرق الأوسط المعاصر: محاولة للفهم”.