عامل التفضيل الزمني
عامل التفضيل الزمني
يشير مصطلح التفضيل الزمني إلى النسبة التي يقيم بها الأفراد الحاضر مقارنة بالمستقبل، أي أن الأفراد أصحاب التفضيل الزمني الأقل يؤجلون متعهم الآنية وفوائدهم اللحظية، ويقاومون الرغبة في الحصول على سلع استهلاكية، بهدف الادخار المستقبلي أو الاستثمار في سلع رأسمالية ذات مدى إنتاجي أطول وفوائد أعلى، وتتحكم عوامل عدة بمعدل التفضيل الزمني لدى الأفراد، ومنها: أمن الأفراد وتأمين الملكية، إذ يزيد معدل التفضيل في أماكن الحرب، أو عندما تكون الملكيات مهددة من قبل الحكومة، كما تؤثر معدلات الضريبة المرتفعة سلبًا في التفضيل الزمني.
وأحد أكثر العوامل تأثيرًا في التفضيل الزمني هو القيمة المتوقعة للنقد مستقبلًا، ففي الأسواق الحرة يختار الأفراد ما يرون أنه سيحتفظ بقيمته على المدى الطويل، مما يتيح الفرصة أمام الاستثمار وزيادة عمليات الإنتاج ومن ثم مستقبل أفضل وجودة حياة أفضل، ويفسر هذا ازدهار الحضارات ذات النقد السليم، وتفككها عند انخفاض قيمة النقد وتقلباته غير المتوقعة، ويُعرف النقد السليم من خلال ثلاثة أوجه، وهي: احتفاظه بقيمته مع مرور الزمن، مما يعمل على خفض التفضيل الزمني للأفراد، وتوفيره لوحدة حساب مستقلة تسمح بالتجارة الحرة والتخطيطات الاقتصادية.
والوجه الأخير والأهم هو أن النقد السليم متطلب أساسي للحرية، إذ يسمح للأفراد بمواجهة القمع، وتظهر تأثيراته جلية في القرن التاسع عشر، إذ سيطرت المشاريع ذات الأمد الطويل على النشاط الاقتصادي، مما نتج عنه عديد من الاكتشافات المذهلة التي غيرت وجه الحضارة كتمديدات الصرف الصحي التي أصبحت من بدهيات المجتمعات الحالية، وكذلك الكهرباء والمحركات التي كانت لبنة المجتمع الصناعي الحديث، كما ظهر أثر استثمار رؤوس الأموال في المجالات العلمية، مما نتج عنه ظهور جراحات القلب وزرع الأعضاء وتحسن جودة الحياة الصحية للأفراد، وحتى المجالات الفنية والإبداعية تأثرت وأصبحت الإنتاجات أكثر قيمة وتعقيدًا.
الفكرة من كتاب معيار البيتكوين: البديل اللا مركزي للنظام المصرفي المركزي
مع ظهور البتكوين وأولى صفقاته عام 2009م، ظهرت معه العديد من الاحتمالات الإيجابية، فهل من الممكن أن يمثل بداية لعودة الأسواق الحرة؟ وهل يمكن لهذه العملة الرقمية أن تتحول إلى النقد السليم الخاص بالقرن الحادي والعشرين؟ تعيدنا هذه الأسئلة إلى تحري أسباب ما يحدث حاليًّا من ضياع لرؤوس الأموال، وتقلبات العملة، وسيطرة الحكومات والبنوك المركزية على الاقتصاد.
فهل كانت هذه حال الاقتصاد دائمًا؟ وإن لم تكن، فما الذي أدى إلى هذه الكوارث الاقتصادية؟ يجيب مؤلف كتابنا عن هذه الأسئلة وغيرها، من خلال تحري السجل التاريخي للنقد، كما يناقش تأثير العملات الرقمية في الاقتصاد المستقبلي.
مؤلف كتاب معيار البيتكوين: البديل اللا مركزي للنظام المصرفي المركزي
سيف الدين عَمُّوص: مؤلف واقتصادي فلسطيني الجنسية، ويعمل أستاذًا مساعدًا للاقتصاد في الجامعة الأمريكية اللبنانية، حصل على درجة الدكتوراه في التنمية المستدامة من جامعة كولومبيا، وتركز أبحاثه على العملات المشفرة، وله عديد من المؤلفات منها:
The Fiat Standard: The Debt Slavery Alternative to Human Civilization.
Principles of Economics.
معلومات عن المترجم:
أحمد محمد حمدان: درس العلوم الإدارية والاقتصادية، كما حصل على إجازة في الأدب الإنجليزي.