استئصال المشتتات
استئصال المشتتات
أثبتت الدراسات الحديثة أن نحو 28% من يوم الموظف الاعتيادي ينقضي في المقاطعات. علميًّا يتلقى الإنسان يوميًّا آلاف المعلومات التي يمكنها أن تنقله إلى قمة المجد، ولكن واقعيًّا عادةً ما تكون المحصلة صفرًا، وذلك لأن العقل لا يتمكن من معالجتها وتوظيفها بسبب المشتتات التي تفرضها البيئة وتسيطر على الموقف كالضوضاء، والكسل، والتردد، وسوء التنظيم وانعدام التوجيه، وصراع المنافسة بين الزملاء.
ويعد الإنترنت أداة شرهة لالتهام الوقت، لأنه -لا شعوريًّا- يسحبك لتمضية المزيد والمزيد برفقته، ولا بد أن تضع استراتيجية حكيمة لاستخدامه، وكذلك تمثل ثرثرة العلاقات الاجتماعية مشتتًا خطيرًا، لأنها تأتي متخفية في هيئة التواصل، الذي عليك أن تدرك أنه إن لم يخدم مصلحة العمل فلا حاجة إليه، عوضًا عن كونها فخًّا لاصطياد المشكلات حينما تتطور موضوعاتها إلى النميمة والسخط والشكوى السلبية، وقد تقتطع الاجتماعات أيضًا من وقتك الثمين وخصوصًا إذا كانت روتينية بلا هدف محدد.
وللحد من الأمور الجانبية التي تشتت تركيزك يمكنك أن تقسم جدول أعمالك: بنودًا غير قابلة للتفاوض، ومهامًّا يومية اعتيادية، وأعمالًا مهمة ومؤثرة، على ألا تسمح لإحداها بالجور على حيز الأخرى، وذلك عن طريق تهيئة مكان عملٍ هادئ بعيد عن المشتتات، وعزل نفسك أو تعليق لافتة “ممنوع الإزعاج” إن تطلب الأمر، مع الحرص على تحرير نفسك من قيد السلاسل الإلكترونية، وتغلب على اضطراب مواقع التواصل الاجتماعي القهري بتحديد وقت معين للرد على الرسائل، ولا تسوّف، وأسكت أحاديث نفسك السلبية، ودون كل فكرة بناءة تخطر لك حتى لا تشرد منك.
واعلم أن قول كلمة “لا” قوة يجب أن يمتلكها الفرد للتصدي لكل ما يشغله، ويؤمن بريان تريسي عضو مجلس إدارة الاتحاد القومي للمتحدثين بقوة “لن أفعل” التي تمثل -في نظره- إعلانًا صريحًا لحدود المرء من جهة قبول الأشياء أو رفضها، ومفروض على الآخرين احترامه.
الفكرة من كتاب ماذا يجب عليك أن تعمل عندما يكون لديك مهام أكثر من اللازم: قلل المهام، وزود النتائج، ووفر 90 دقيقة يوميًّا
هل ترى أن حياتك أصبحت سجنًا يحتجزك بين العمل والضغط؟ ألا تجد وقتًا للمرح مع الأصدقاء؟ أتشتاق إلى جلسات العائلة الدافئة؟ هل تفتقد أوقات الفراغ وممارسة الهوايات؟ وهل أصبحت تتمنى أن يسعك الوقت لتنام جيدًا وتريح جسدك؟
هُنا نحاول معك إيجاد الحل لمساعدتك على ترتيب حياتك وتحديد أولوياتك، وإعانتك على نفض الغبار عن المهام المكدسة عليك وإبرازها لتحديد أي منها أكثر جدارة بمجهودك الرائع ووقتك الثمين.
مؤلف كتاب ماذا يجب عليك أن تعمل عندما يكون لديك مهام أكثر من اللازم: قلل المهام، وزود النتائج، ووفر 90 دقيقة يوميًّا
لورا ستاك: مؤلفة ومتحدثة رسمية، حاصلة على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، وتلعب دورًا بارزًا في تقديم النصائح للقادة حول الموضوعات التي تتعلق بتحسين الإنتاجية والكفاءة وتنظيم الوقت، تترأس شركة The Productivity Pro، وتقلدت منصب رئيسة الاتحاد القومي للمتحدثين لعامي 2011 و2012، تظهر في عديد من الصحف ووسائل الإعلام المحلية.
ألفت كتبًا عدة من أهمها:
Doing the Right Things Right: How the Effective Executive Spends Time.
Leave the Office Earlier: The Productivity Pro Shows You How to Do More in Less Time…and Feel Great About It.