حياة بعيدة عن الهاتف ومنصات التواصل الاجتماعي
حياة بعيدة عن الهاتف ومنصات التواصل الاجتماعي
راودتك مرارًا فكرة الخروج من منصات التواصل الاجتماعي والتركيز على الحياة الواقعية، ولكن عليك أولًا ترك الهاتف، فتفعل ذلك وتحاول الابتعاد وممارسة أي نشاط لتشغل ذهنك قليلًا، ولكنْ عيناك تتوجهان رغمًا عنك باحثتان عن مكان الهاتف، وتحدثك نفسك بسرقة بعض النظرات للاطمئنان على سير الحياة، لا ضير في بضع لحظات من التصفح، قد يفوتك شيء مهم، وبعد عناء مقاومة طويلة لمدة دقائق، تستسلم وتذهب كالمسعور إلى هاتفك، فتمسك به كجوهرة نادرة، تعلم الآن أنه لا توجد حياة بعيدة عن الهاتف، ولكنك بالتأكيد ستجرب مرة أخرى.
تنخفض طموحاتك قليلًا وتحاول العيش من دون منصات التواصل الاجتماعي، ولكنك ستتفاجأ أنك الوحيد المعزول عن العالم الحقيقي، فكل أخباره تُنشر وتُشارك على المنصات التي تركتها، تذهب إلى موعد مهم فتكتشف أنه أُلغي والخبر قد شُورِكَ على فيسبوك، ولكن بالطبع لست هناك.
قُطعت المياه عن منزلك بعد نشر تحذير عن استمرار القطع لمدة يومين بسبب إجراء إصلاحات، ولكنك لم تره أيضًا، كأن العالم يتآمر ليعيدك إلى منصات التواصل، الآن قد أصبح لديك عذر للعودة.
تسبب منصات التواصل الاجتماعي لنا قلقًا حقيقيًّا بشأن مقدار ما حصلت عليه صورنا من تفاعل، وكم عدد رسائل التهنئة التي تلقيناها في أعياد ميلادنا، هذا القلق يفسد علينا استمتاعنا بالوقت، حتى لو كنا في نزهة أو رحلة جميلة سنتفحص الهاتف باستمرار، وسيكون هدفنا هو التقاط صورة مثالية للإجازة بدلًا من الاستمتاع بها، بالإضافة إلى انجرافنا مع تيار الترِند، فمثلًا لو مات أحد المشاهير نريد أن ننشر ما يعبر عن تأثرنا بفقدانه ودرجة علاقتنا به، فتمتلئ المنصة بجمل مبالغ فيها مثل: “الوداع يا معلمي الأبدي!”، أو “الرجل الذي أنقذ حياتي دون أن يعلم!”.
الفكرة من كتاب لست قطًّّا.. من الصور التقليدية إلى مكالمات Zoom إلى الحياة العصرية
كشف إحصاء في عام 2020م أن ما يزيد على 2.5 مليون مستخدم يضعون كلمات مرور حساباتهم من الرقم واحد إلى 6، في تعجيز واضح لأي محاولات للسرقة، ولكن هذا هو عالم الإنترنت، مليء بالأخطاء والعثرات الصغيرة، التي تسبب لنا إحراجًا حتى نتمنى أن نختفي.
الجميع يرتكب الأخطاء عند استخدام التكنولوجيا، ومع ازدياد الدور الذي تلعبه في حياتنا، تزداد الأخطاء المحرجة، ولكن الطريقة الوحيدة لمحاربتها هي نشرها، وإزالة الحرج بتوضيح أن هذا يحدث للجميع، وليس نهاية العالم، فسنرى العشرات من القصص والمواقف المحرجة، التي وقع أصحابها في أخطاء قد تبدو تافهة، ولا يمكنك أن تقع فيها، ولكن تذكر جملتنا السحرية، “هذا يحدث للجميع”، فما أشهر الأخطاء التي يمكن أن ترتكب بالبريد الإلكتروني؟ وماذا عن عثرات منصات التواصل الاجتماعي؟ هل توجد طريقة لاستخدام زووم دون التعرض للإحراج أم إنه قدر حتمي؟
مؤلف كتاب لست قطًّّا.. من الصور التقليدية إلى مكالمات Zoom إلى الحياة العصرية
تيم كولينز: وُلد تيم كولينز في مانشستر بإنجلترا، حصل على الدكتوراه، وهو أستاذ مشارك في جامعة لويس الوطنية (شيكاجو)، ويقدِّم دورات في اللغة الإنجليزية، لديه خبرة نشر واسعة في مجالات تعليم اللغة الإنجليزية لغةً ثانية وتعليم الكبار، وهو عضو في مجلس إدارة جمعية TESOL الدولية، انطلق في مسيرته كاتبًا للكتب الفكاهية والخيالية، وكانت موجهة بشكل أساسي إلى القرّاء الشباب البالغين، وتتضمن أعماله غالبًا عناصر الكوميديا والمخلوقات الخارقة والثيمات المتعلقة بمرحلة الشباب، وتمكنت كتبه من تحقيق نجاح ملحوظ في المملكة المتحدة وعلى المستوى الدولي، مع الترجمة إلى أكثر من عشرين لغة، ومن أشهرها:
Prince of Dorkness.
Diary of a Wimpy Vampire.
Adventures of a Wimpy Werewolf.
معلومات عن المترجمة:
سارة شيبان: مترجمة سورية ولدت بلبنان عام 1997م، ترجمت عديدًا من الكتب من أشهرها:
فكر وازدد ثراءً.. اكتشف قوتك السحرية لتصبح ثريًّا.
هل تشبه أباك؟