الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية
الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية
لم يتوقف الذكاء الاصطناعي عند الطب فقط، بل امتد ليشمل النواحي الصناعية أيضًا، فقد ابتُكر برنامج دِيندِرَال | DENDERAL لمعرفة بنية الجزيء العضوي باستخدام معطيات الكيمياء الطبيعية والطيفية، واخترع برنامج بروسْبيكْتور | PROSPECTOR المختص بجيولوجيا المعادن، وبرنامج لِيثو | LITHO الذي يستطيع تفسير المقاييس المرتبطة بالخصائص الطبيعية للصخور على شاكلة: الكثافة، والتوصيل الكهربي، والنشاط الإشعاعي، كما يحدد نوع الصخرة من بين التسعين نوعًا المحفوظين لديه في قاعدة المعرفة.
توسع استخدام الذكاء الاصطناعي ووصل إلى التعليم كذلك، إذ استخدم برنامج سكولار | Scholar لأول مرة في أمريكا الجنوبية لتدريس الجغرافيا، وبرنامج صوفي | SOPHIE لتعليم الطلاب كيفية إيجاد أخطاء الدوائر الإلكترونية وتصحيحها.
يجب على البرامج التعليمية الخبيرة أن تكون قادرة على ابتكار المسائل وإعطاء إجابات تفصيلية منسقة واضحة لخطوات حلها، مع وضع قدرات الطالب العلمية ومستوى أدائه والصعوبات المتوقعة التي يمكن أن تواجهه في عين الاعتبار، كما يشترط أن تتقبل مرونة طرائق الحل واختلافها ما دامت تحقق الناتج النهائي الصحيح ذاته، وأن تجمع بين الطرائق الخوارزمية والتجريبية، وتتحلى بالدقة التي تمكنها من رصد الثغرات الخاطئة المتوارية في ثنايا حل الطالب.
لم يخلُ اللعب والمرح كذلك من لمسات الذكاء الاصطناعي، فيعد الشطرنج أبرز الألعاب التي اهتم بها الذكاء الاصطناعي، لكونها تستلزم العمليات الإدراكية ذاتها التي تقتضيها المواقف الجدية والحاسمة، إلا أن ما يعرقلها هو الانفجار التوافقي لعدد احتمالات تحريك القطع التي قد يقوم بها اللاعب الواحد، فإذا كان متوسط الحركات في دور الشطرنج ثمانين حركة، فإن العدد الكلي للأوضاع الممكنة يصل إلى 10 أُس 120. ولطالما كانت لعبة “البشريون” و”آكلو لحوم البشر” معضلة عصية على الحل بالنسبة إلى لاعبيها، إلا أن الذكاء الاصطناعي تمكن من إنقاذ البشريين منها بسهولة، من خلال تمثيل الصورة الطبيعية لها بصورة رمزية، وتضمينها في معادلة شرطها ألا يزيد عدد المفترسين على البشر، على أن ناتجها النهائي يساوي نجاتهم جميعًا ووصولهم إلى الضفة الأخرى من النهر سالمين
الفكرة من كتاب الذكاء الاصطناعي.. واقعه ومستقبله
يبذل العلماء مؤخرًا قصارى جهدهم في العمل على راحة الإنسان وادخار جهده ووقته، ويحاولون تسخير علمهم لتخفيف الأعباء العملية عنه، فيُبرمجون كل مهمة ممكنة ليؤديها جهاز لوحي أو حاسوب أو آلة، وما زال هذا الأمر غامضًا ومعقدًا لدى البعض، وما زالوا عاجزين عن استيعاب كيف لقطعة من المعدن أن تُجري مثلًا عملية حسابية أو تكتب نصًّا أو ترسم صورة.
نعم، الأمر فعلًا معقد ولكنه ليس بالمحال، هنا نفسر السبب ليبطل العجب، ونبسط آلية العمل والفكرة والوسيلة المتخذة للوصول بسلاسة إلى الغاية.
مؤلف كتاب الذكاء الاصطناعي.. واقعه ومستقبله
آلان بونيه: كاتب ورجل أعمال فرنسي الأصل، وُلِدَ في باريس في 1945م، عمل أستاذًا في Télécom Paris، وفي عام 1984م أسس مع جان ميشيل ترونج | Jean-Michel Truong، وجان بول هاتون | Jean-Paul Haton شركة Cognitech، وهي أول شركة أوربية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، ومن أبرز أعماله:
Expert Systems: Principles and Practice.
معلومات عن المترجم:
د. علي صبري فرغلي: من مواليد الإسكندرية عام 1938م، حصل على دكتوراه الفلسفة في علم اللغة من جامعة تكساس بأوستن بالولايات المتحدة عام 1981م، كما عمل في مؤسسة “أومنيترانس” للترجمة الآلية بكاليفورنيا بـالـولايـات المتحدة الأمريكية من 1983م حتى نهاية 1984م، وشغل منصب مدير مساعد للشؤون الأكاديمية بمركز اللغات بالكويت، ثم عمل مدرسًا لعلم اللغة بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة الكويت حتى عام 1989م، له أبحاث عديدة باللغتين العربية والإنجليزية في مجالات: الذكاء الاصطناعي، والترجمة الآلية، وتدريس اللغات باستخدام الحاسوب.